لبنان أخضر حلو.. فقط


المستقبل - الخميس 26 حزيران 2008 - العدد 2999 - شباب - صفحة 10

عندما اتصل العم ابراهيم بأخته ام سعيد محاولاً الإطمئنان على الصحة والوضع في لبنان بعد الأحداث الأخيرة بادرته قائلة: "ارجع عا لبنان، لبنان صار بجنّن...".كيف يهدأ بال العم ابراهيم ويمحي التردد بالعودة؟ قال انه ما زال يسمع عبر شاشات التلفزة عن بعض التوترات والإحتكاكات هنا وهناك، فبرأيه ان المواجهات المستمرة في بعض المناطق لا تدعو للراحة والوضع ليس آمنا مئة في المئة
. العم ابراهيم الذي هاجر من لبنان إلى فرنسا خلال سنوات الحرب البعيدة لم يزر اهله منذ زمن. تزوج هناك وأسس عملاً له وكل ما كان يصل العائلة منه بعض الصور والمال القليل من فترة إلى اخرى. واخته ام سعيد ليس لديها في لبنان سوى ابنها الوحيد سعيد. اشتاقت لأخيها محاولة اقناعه بالعودة."قل لي يا ابراهيم أين في أيّ بلد الوضع آمن مئة بالمئة؟ يا خيي هنا وطنك وبلدك. هل تستغني عنه؟ تعا بتاكلك صحن تبولة. كم مر من الوقت لم تذق فيه التبولة؟ في فرنسا هل يوجد تبولة؟ اكيد زوجتك الفرنسية لا تعرف ما هي التبولة. وماذا عن الفوارغ سأحضر لك طبخة على ذوقك كما تحبها مع خل وبصل زيادة. يا أخي لا تصدق ما يقولون. لبنان جنة على الأرض. الحرب انتهت ومعها تلك الأيام. والآن اعادوا افتتاح هيدي شو اسما يللي بيسهروا فيها؟ ... ايه، "الدان تاون" فتحت ورجع الزبائن والسهيرة وكل العالم مبسوطة. هنا في لبنان الهواء نقي ومنعش وما تعتل هم عندما يصطحبك سعيد من المطار لن يسلك طريق مكبات النفايات والحفر.... على الطرقات انتشر النظام واشارات السير تملأ المكان. صحيح ان الناس لا يتقيدون بها ولكن المهم انها وجدت كرمال صورة لبنان في عيون الأجانب. كل الأعلام أُنزلت عن الشرفات وعواميد الكهرباء. البلد صار نظيفاً. لا ترى الا اعلام فرنسا والمانيا وايطاليا ... ما تعتل هم يا خيي اليوم لا احد يتكلم في السياسة. ما حدا فاضي. لقد سرقت كرة القدم عقلهم ليل نهار ونهار وليل. وبدلاً من أن ان يتنازعوا على البلد صاروا يتنازعون على بلدان أخرى. كل واحد يدافع عن البلد الذي يشجعه وكأنه هو بلده الأصلي ايه والله. في حياتي لم أسمع احد يدافع هكذا عن لبنان. وعلى سيرة الكهرباء انها تصلنا كل يوم 24 24 ...... معك حق ان الأسعار مرتفعة والغلاء يأكل الناس ولكن هذه غيمة وتنجلي. تعودنا والأمر ليس بجديد. عادي . لا احد يموت من الجوع . صحيح صار البنزين باربعين الف وأخذوا من ربطة الخبز رغيف.... ولكن الحمدالله لبنان رجع جنة عالأرض... انتخب رئيس الجمهورية واستتب الأمن وتمت المصالحة... وحتى تتأكد اكتر يا اخي ان البلد رايق هذه بنت جارتنا حنان ستتزوج بعد اسبوع شاب من الشيعة. يعني كل اهل البلد صاروا يحبون بعضهم. ما فارقة شو دينو. لا طائفية ولا مذهبية ولا حقد ولا كذب ولا حزن ولا قهر... صدقني يا أخي عليك بالرجوع فورا لترى لبنان الجديد... طيب خيي لن اطيل الكلام اكثر هذا سعيد يريد الحديث إليك ... ناطرينك...ألو عم ابراهيم انا سعيد... الحمدالله... عم الله يرضى عليك انا بلا عمل هنا منذ ثلات سنوات دبرلنا شي شغلة عندك بفرنسا ... انا بشتغل شو ما كان... آلو...آلو...عم ابراهيم آلو...".

No comments:

Post a Comment