صحافة المواطن /الصحافة الإلكترونية في AUB
لقد غزى الإنترنت العالم وكل بيت الى حد لم يسبق له مثيل. فالمواقع الإلكترونية كالfaceboo والUTube وال messenger وال chat بالإضافة الى المدونات او Blogs امنت لمحبي دخول عالم الصحافة والإعلام او للراغبين نشر افكارهم وتعليقاتهم وتحليلاتهم وحتى افلامهم امنت لهم مساحة حرة على الشبكة العنكبوتية. فلم يعد هناك اي داع لمراجعة رئيس تحرير صحيفة ما او مسؤول في اذاعة او تلفزيون. بل يكفي ان يكون لديك جهاز كمبيوتر وانترنت لتحقيق سبق صحفي. واكثر من ذلك فانت لم تعد مجبرا الحصول على شهادة جامعية لممارسة العمل الصحفي. فكل مواطن يمكن ان يصبح صحافيا على الإنترنت.
تحت عنوان صحافة المواطن/ الصحافة الإلكترونية نظم برنامج التدريب الصحفي في الجامعة الأميركية في بيروت دورة تدريبية مجانية في صحافة المواطن الصحافة الإلكترونية بالتعاون مع مؤسسة هاينرش بول الألمانية. واستمرت ورشة العمل من 21 الى 25 تموز. تضمنت محاضرات حول كيفية استخدام الإنترنت web 2.0 والصحافة الإلكترونية في حياتنا اليومية قامت بها مديرة مشروع الإعلام الإجتماعي " جيسيكا دير" وتدريبات خاصة على التقنيات كإستعمال الصوت والصورة والفيديو والرزمات المتعددة الوسائط وغيرها. وتخللت مناقشات عامة حول الدور الذي يلعبه الصحافي بشكل عام والصحافي الإلكتروني بشكل خاص في ايصال الخبر الى جمهور الشبكة.
وفكرة صحافة المواطن بحسب الموقع الإلكتروني www.usinfo.state.gov كان اول من طرحها "دان غيلمور" في العام 2003 في كتابه " نحن وسائل الإعلام :الصحافة الشعبية من الشعب والى الشعب". وقد اثارت تلك الفكرة جدلا واسعا عما اذا كان من الممكن اطلاق صفة صحافي على المواطن العادي الذي يقوم بنشر خبر ما او التقاط صورة لحدث معين. وبالتالي ندخل الى مبادئ الصحافة واخلاقياتها والى اي حد يمكن للمواطن العادي الإلتزام يتلك الأخلاقيات دون الخنوع لأية مصالح شخصية او سياسية. من هذا المنطلق قدمت مديرة برنامج التدريب الصحفي ماجدة ابو فاضل محاضرة خاصة حول اخلاقيات الإعلام الإلكتروني الذي لا يختلف عن اخلاق الصحافة العامة من حيث نقل الخبر بأمانة والتأكد من صحته وواجب الصحفي عدم قبول الهدايا او المال مقابل تغطية ما. وتجدر الإشارة ان صحافة المواطن بدات تظهر منذ سنوات عدة وان بطريقة خجولة نوعا ما . ففي 22 نوفمبر من سنة 1963 كان المواطنAbraham Zapruder في مدينة دلاس يصور مرور موكب الرئيس الأمريكي جورج كندي فوقع ما لم يكن منتظرا ، اغتيال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر شعبية. بعد أيام قليلة باع هذا المواطن الأمريكي صوره تلك لمجلةLife ب150 ألف دولار.
كما قام المشاركون في الدورة التدريبية على تعلم كيفية فتح مدونات خاصة بهم ومناقشة هذا الموضوع في العالم العربي وتأثيراته الإيجابية والسلبية. فإشكالية المدونات الإلكترونية ليست غريبة على العالم العربي فلقد شهد منذ فترة هذه النهضة غير المسبوقة حيث انكب قسم كبير من الشباب على المدونات لإيصال افكارهم متخطين بذلك اية حواجز. الا ان انظمتنا العربية المتخلفة في بعض الدول ما لبثت ان تنبّهت لهذا الموضوع واصدرت قوانين وعقوبات جائرة في كثير من الأحيان بحق المدونين. كما قامت بحجب عدد لا يستهان به من المدونات وهذا ما حصل مؤخرا في سوريا حين حجبت مدونة "مكتوب" في مطلع آذار الماضي. مع ان مدونة مكتوب تعد من اوسع المنصات الثنائية اللغة (الإنكليزية والعربية) على الشبكة وقد استحدثت منذ العام 2000 وتضم اكثر من 4 ملايين مستخدم في العالم. كما حجبت المدونة مؤخرا من اليمن وتونس وغيرها. ما يدل على ان النظام لا يتقبل اي رأي مخالف له. ولا تقتصر عملية الحجب على المدونات بل تطال ايضا المواقع الإجتماعية فلقد حجبت السلطات السورية موقع الfacebook في العام 2007 . وفي حادث مضحك بعض الشيئ حصل في ايران اوردت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر خاص أنه تم حجب المئات من المواقع والمدونات التي تنتقد الحكومة الإيرانية. وكانت المراقبة على نطاق واسع جداً لدرجة أنه تم حجب مدونة الرئيس أحمدي نجاد الشخصية عن طريق الخطأ مع "جوجل" ليوم واحد في إحدى المرات. هستيريا الحجب والمنع انتشرت في كافة الدول العربية المجاورة ويبقى لبنان البلد الوحيد عربيا الذي تكاد لا تمنع فيه اي مدونة. كما تم مقارنة ذلك مع الدول الغربية ومؤسساتها الإعلامية التي رحبت بالمدونين في مكاتبها. فلقد فتحت محطة CNN موجاتها الهوائية مباشرة على مدونات الطلاب خصوصا خلال الهجوم الذي قام به طالب مسلح في جامعة فرجينيا تك. كما عمد الكثير من الطلاب الذين شهدوا على الحادث ببعث رسائل الكترونية على موقع BBC في الإنكليزية لتزويدهم بالمعلومات.
وبما ان لبنان هو السبّاق دائما بين الدول العربية في تقديم وتطوير خدماته ومواكبة التكنولوجيا فقد كانت محطاته التلفزيونية هي الأولى التي سمحت للمواطن العادي بتزويدها بالأخبار والأحداث حيث تحول المواطنون الى مراسلين لنشرات الأخبار. فخلال الأحداث الأخيرة التي مرت على لبنان قامت شاشة المستقبل الإخبارية بتخصيص فقرة تتيح للمواطن المشاركة في صنع الخبر عبر ما سمي " انت الشاهد" . وحذت حذوها قناة الOTV ضمن فقرة " اخبار . COM ".
كما قام مراسل شبكة BBC البرازيلية المقيم في لبنان "طارق صالح" بالتعريف على ابرز المواقع الإلكترونية العالمية التي تهم الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام وتشارك خبراته مع المشاركين في الدورة التدريبية التي ضمّت صحافيون من مختلف وسائل الإعلام اللبنانية والعربية. فكانت مشاركة ايضا للعراق والسعودية. عدد المشاركون كان 10 صحافيين مثّلوا مختلف الوسائل الإعلامية. المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC ، تلفزيون السومرية العراقي، اذاعة صوت بيروت ، جريدة المستقبل ، جريدة الشرق الأوسط ، مؤسسة الأمل العراقية، الرياض اليومية السعودية ، الموقع الإلكتروني اللبناني للأعمال nufooz.com ، منظمة الشباب العراقي النموذجي. هذا التنوع بين المشاركين اتاح لهم اعطاء صورة واضحة اكثر عن واقع وسائل الإعلام كل في بلده والى اي مدى يتفاعل معها المواطن العادي بالإضافة الى تاثير الجهات السياسية على تلك الوسائل مهما اختلف نوعها. وقد تمكن المشاركون من تبادل الخبرات عبر مناقشة تقافاتهم كل حسب مجتمعه.
في اليوم الأخير من ورشة العمل وزعت الشهادات على المشاركين ولكن بقي السؤال المعلق هل يمكن ان تحل الصحافة الإلكترونية بدل الصحافة الورقية؟ .
No comments:
Post a Comment