دليل النهار، العدد 714 ، الجمعة 6 تشرين الأول 2006
سعاد قاروط العشّي ... حنين الإعلام
الأربعاء 27 ايلول 2006، تكلمت شاشة تلفزيون "الجديد" عبر أثير حنين الإعلام اللبناني: سعاد قاروط العشّي.
نعم، الشاشة هي التي تكلمت عنكِ. تكلمت عن الأبجدية الضائعة في ايامنا هذه بين تنانير مقدمات البرامج، تكلمت عن الحوار الراقي بين الضيف والمضيف والمقابلة المفيدة والشائقة التي نفتقدها منذ زمن في ظلّ مقابلات اليوم التي تكرر نفسها رغم تغيير الضيف. اطلت ولم تحتج الا ان تقول مساء الخير كي تسقط جميع المفاهيم الإعلامية الخاطئة التي ترتكز عليها بعض "اعلاميات" اليوم لتحقيق الشهرة: الغنج، التصنّع، الضحكة المثيرة، عمليات التجميل واستعارة الألفاظ الأجنبية...
وقف نيشان في هذه الحلقة امام رمز الإعلام اللبناني الأصيل فتميّز باستضافته لها وتميّز بأسئلته. فالسؤال لم يتكرر في سياق الحلقة، ولم نشهد الإلحاح على الضيف الذي نشهده عادة مع نيشان. لماذا؟
بكل بساطة لأن ضيفته لم تمتنع عن الإجابة عن اي سؤال، فكانت عفوية وصادقة. مما أضفى جواً من الراحة على الحوار الصريح الذي تأنى نيشان في اختيار أسئلته، فجاءت نوعية الأسئلة مختلفة عن غيرها.
هل هي شخصيتها المميزة ام هل الخبرة الإعلامية التي تتمتع بها هي التي جعلتها تفرض نفسها على أسئلة نيشان وليس العكس؟ ربما الإثنتان معاً. مهما يكن السبب نحن نعلم انها ارجعتنا الى العصر الذهبي للإعلام اللبناني حيث كانت هب احدى نجماته. اعادت الينا حقيقة تغاضى عنها الكثيرون، وبأسلوبها المعتاد ذكّرتنا ان الشاشة ليست الا وسيلة لإيصال المعلومات من اخبار وافكار ومعتقدات... ويجب ان لا تكون ابدا غاية بحد ذاتها يسعى اليها الكثيرون من طالبي الشهرة. فليت هؤلاء يسمعون ويتمثلون!
الملل ، التكرار والإحراج لم تجد طريقها الى حلقة نيشان تلك الليلة . فشكرا لك يا نيشان لأنك عرفت كيف تغسل اعيننا وآذاننا من تراكمات تلقيناها عمداً او عن طريق المصادفة.
No comments:
Post a Comment