اليوم العالمي للقضاء على الفقراء.. لا الفقر


المستقبل - الاثنين 19 تشرين الأول 2009 - العدد 3457 - تحقيقات - صفحة 9



"المعاش بيطير قبل نصف الشهر وبيحلّ الطفر"، لسان حال معظم اللبنانيين الذين سطّر خط الفقر في يومياتهم معاناة تبدأ في همّ تغطية الفواتير والمدفوعات الشهرية ولا تنتهي بهمّ تأمين لقمة العيش. استطاع الفقر ذلك الشبح دخول معظم البيوت وتنظيف جيوب من فيها موسّعاً الهوّة بين الطبقات المصنّفة وبمقياس خطة باثنتين واحدة تحته وأخرى فوقه.هو بات اليوم آفة تهدّد حياة عائلات كثيرة في لبنان والعالم ،بعدما اتّسع قاموسه ليضم أصحاب المعاشات القاصرة عن تغطية أدنى مستلزمات العيش في ظل أزمة الغلاء المستفحلة يوماً عن يوم. في الفلسفة الجديدة لهذه الآفة في لبنان، لم يعد الفقير ذلك المعدم الذي يفتقر الى قوت عائلته اليومي بعدما دخل دائرتها مواطنون كانوا مستبعدين عنها اصلاً، وبينهم الموظفين الرازحين كما غيرهم اليوم تحت نير الغلاء ومصاريف الحياة اليومية الخارجة عن كل الكماليات وعناوينها.

وبينما يستبيح الفقر كل الفئات ويستشري في تضييق خناق العيش عليها على مدار ايام العام ،اختارت الامم المتحدة يوماً في السنة لمكافحته حدّدته في السابع عشر من تشرين الأول من كل عام علّها بذلك تستطيع الحدّ منه في" عالم اصبح جزيرة أغنياء تحيط به بحار الفقراء" على حدّ وصف رئيس جنوب افريقيا في مؤتمر الارض المنعقد في جوهانسبرغ.ويشكّل هذا اليوم فرصة لكل الدول لتشريح قضايا الفقر وحجمه فيها والوقوف عند اسبابه والحلول من خلال الدراسات وما تنضح به من ارقام .التقرير الاخير لبرنامج الامم المتحدة الانمائي طمأن الى ان لبنان احرز تقدماً في القضاء على الفقر من خلال تطوير النظام التربوي والخطط الاقتصادية لعل اهمها "باريس 3"، وفي المقابل فان الارقام التي تتبيّن عنها الاحصاءات في لبنان والتي تقدّر 28% من اللبنانيين فقراء و8% منهم تحت خط الفقر تبدو مخيفة إذا ما قيست بحجمه الصغير. ومع غياب السياسات العمالية وتوافر الخدمات المنقوصة، يكبر حجم اللبنانيين الواقعين على خط الفقر ان لم يكن تحته ولعلّ في مظاهر عدم قدرة المواطن على الوصول الى الخدمات الاساسية مثل المياه والكهرباء، والبطالة بوجهيها المقنع والسافر، والتسرّب المدرسي خير دليل على سوء واقع البلد "الواقف على سوس ونقطة". 


يعيش الفقر في لبنان في يوميات المواطن العادي. ولعلّ القول يصحّ ان قلنا في يوميات الشريحة الكبرى للبنانيين. فهؤلاء يعيشون الضائقة المادية طيلة ايام السنة. ولعلّهم لم يسمعوا ابداً بيوم مكافحة الفقر لانشغالهم بتأمين لقمة عيش كريمة. قد لا نرى في هذا البلد أطفالاً تموت من الجوع هياكل عظمية، ولكن لا يمكن الإغفال عن حالة الفقر الذي بلغ حدّ الإستشراس. ينخر في المجتمع ككلّ متجاوزاً حدود الطوائف والطبقات والمناطق والإنتماءات السياسية المتعدّدة. بات من الواضح انعكاسه على النفسية الجماعية الى حدّ انه يمكن رصده في الشارع على الوجوه كافة. وللفقر في وطننا ألف حكاية وحكاية. قد تختلف القصص في تفاصيلها لكن النتيجة واحدة. 
أم مروان سيدة خمسينية زحف الشيب الى شعرها باكراً. تتنقل بين البضاعة المعروضة في احدى السوبرماركت. تطيل الوقوف امام ستاند الحبوب وتتفحص الأسعار بدقة. تدوّن على الورقة التي تحملها ثم تحسم أمرها وتتناول كيساً من الأرز وآخر من العدس وثالث من الفاصولياء. السلّة ليست مليئة ولا تحتوي على اللحم او الدجاج. فقط بضع المأكولات والحاجيات الضرورية التي لا يمكن استبدالها او الإستغناء عنها. ام مروان تحسب اسعار الحاجيات على الورقة لأن معاش ابنها الشهري لا يزيد عن 500 دولار اميركي وبجزء منه عليها ان تغطي تكاليف الطعام لمدة ثلاثين يوما بالإضافة الى الفواتير والضرائب. " لا اريد ان اصل الى الصندوق وحسابي اكثر مما احمل من مال، لذا اختار السلعة الرخيصة والجيدة" .
حال ام مروان كمثل حال ثلث اللبنانيين الذين يعيشون بدخل يراوح بين 650 و800 دولار بحسب الدراسة الأخيرة التي أعدّتها وزارة الشؤون الإجتماعية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت عنوان "خارطة الفقر البشري وأحوال المعيشة في لبنان 2004". ويمتاز هؤلاء بوضعية هشّة جداً الى درجة ان أي هزة قد تجعلهم عرضة للسقوط تحت خط الفقر اذ انهم يعتاشون عمليًا بنحو 20 دولاراً يومياً للاسرة، من ضمنها مصاريف الكهرباء والمياه والتعليم وغيرها من الحاجات الاساسية. ووفق الدراسة الجديدة، فإن الدخل الإجمالي لـ70 ألف أسرة يقلّ عن 300 و350 دولاراً ،وقد حدد خط الفقر الغذائي بإنفاق شهري لأسرة وسطية (4,64 أشخاص)وبمعدل 2,2 دولار للفرد في اليوم اي بما يعادل 310 دولارات شهرياً، بينما حدّد الخط الأعلى بإنفاق شهري لأسرة وسطية (4.64 أشخاص) ب 782 دولاراً شهرياً. هذا وتتفق الاستطلاعات المختلفة للرأي والدراسات على أن كلفة الأسرة الوسيطة المؤلفة من خمسة أشخاص لا تقل عن دولار شهرياً لتأمين مستلزماتها الضرورية، بينها دولار لحاجات الغذاء فقط، ما يعني انه في نهاية الشهر يبقى لرب الاسرة 100 دولار أميركي فقط لتغطية الضرائب والرسوم المتوجبة.


الغلاء
الفقر بات سمة من سمات المجتمع اللبناني، والغلاء يستمر في نهش جيوب اللبنانيين ليزيد الفقراء فقراً بعدما انعكس غلاء المواد الأولية عالمياً في السنوات الأخيرة على وضع السوق اللبناني وبدأت كرة الثلج تكبر لتنعكس ايضا على بقية السلع التي تستورد موادها الأساسية من الخارج. ويشير الاستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية الدكتور عساف ساسين الى التقرير الأخير الصادر عن بنك ميد الذي يُظهر لبنان في حالة عجز كبير مع الإتحاد الأوروبي في الفصل الأول من العام 2009 حيث باع لبنان ما يقارب 70مليون دولار واشترى المقابل 780 مليون دولار. ويرافق هذا الوضع الإقتصادي المتردي إهمال وإغفال من قبل المسؤولين يظهر من خلال الخلاف القائم حول مؤشر الغلاء بين الإتحاد العمالي العام والمؤسسات الرسمية. ففي وقت تحدد الأخيرة مؤشر زيادة الأسعار بين 1997 و2004 ب7% ، يؤكد الإتحاد العمالي العام ان نسبة الغلاء المتراكم بلغ نحو 4,66% علما ان بعض المحلّلين الإقتصاديين يعتبرون الرقم الأخير ملطّفاً ايضاً.
وفي وسط لعبة الأرقام الصعبة تتصاعد الاسعار مقابل تدنّ في القدرة الشرائية للمواطن يستمر المواطن بالتقشّف على حساب نفسه وعائلته لتأمين نفقات الضرائب والإيجارات. ويبدو ذلك واضحاً في حجم السلّة الإستهلاكية له وهو أمر تعاني منه شريحة كبرى من الشعب وأكثر ما لمسته في الأيام المنصرمة لشهر رمضان المبارك. وبحسب دراسة وزارة الشؤون التي أجريت للمرة الاولى بالعينة وقامت على مفهوم ان خط الحد الأدنى للفقر مرتبط بالغذاء والسعرات الحرارية التي يحتاجها الانسان كي لا يموت، فقد تبين ان نحو 70 ألف أسرة سعراتها الحرارية أقل مما يفترض أن يأخذه الإنسان .
هذا وتجاوز معدّل التضخم في لبنان نحو ال 7% في السنوات الماضية وزادت الأسعار بنسبة تفوق ال 40% على المواد الإستهلاكية ما قضى على نحو ثلث القدرة الشرائية للمواطنين. وإزاء هذا الوضع يتبع المواطن سياسة التقشف وبحنكة يسعى الى إيجاد مخرج من خلال استبدال الطلبات المرنة بالسلع المقلّدة والرخيصة الثمن بعد إغراق السوق بها كالسلع الصينية .فبغية تأمين الفواتير الشهرية للمنزل تعمد عائلات كثيرة الى الاستغناء عن أصناف المأكولات والفواكه الغالية الثمن وفي بعض الأحيان عن الخضار او اللحوم لأسبوع او أكثر لعدم توافر المال اللازم لشرائها.


في المناطق المحرومة:
تنتشر أحزمة الفقر وتلف المدينة بيروت، فيبدو الوسط التجاري شاباً يافعا مشرقاً يلفه سور من الأبينة القديمة وأسقف التنك التي تكاد تسقط عند اول عاصفة. تحت هذه الاسقف ووسط الدخان الأسود وضجيج الآلات يظهر وجه محمد حسين (12 سنة) ملطخاً بالشحم والغبار. ارتياد المدرسة لم يعد نافعاً بعد تسريح والده من العمل، فكان الحل في محل الحدادة القريب من المنزل. ستة أفواه جائعة في منزل محمد تنتظر يومياً ما تحمل يداه من ألوف قليلة تكفي لتحضير طبخة متواضعة. بعض حبوب الحمص والعدس والفاصولياء وقليل من الأرز والبطاطا، تزينها ام محمد في مطبخها الخارجي في الهواء الطلق، بالبصل والثوم والبندورة. وتلتف العائلة حول حصيرة وضعت على الأرض تملأ بطونها بالقليل منها والكثير من الخبز الذي يكون في أغلب الأوقات بائتاً.
في المناطق البعيدة نسبياً من وسط العاصمة ،ترتفع نسبة التسرب من المدارس ومعها ترتفع عمالة الأطفال. وكلما بعدت اكثر اتسعت رقعة البؤس عند اكفال يكبرون باكراً ليتحملوا مسؤولية عائلات بأكملها. تتناول اياديهم المواد السامة والكيماويات ويشغِّلون الآلات الحادة الخطرة بدلاً من الألعاب الإلكترونية. هذه المناطق تقع ضحية عدم تطبيق الانماء المتوازن وعدم المساواة ما ينتج مناطق محرومة كثيرة خصوصاً في محافظة عكار. وبحسب الدراسة ترتفع نسب الأسر المحرومة من 43 % إلى 52 % وتركزها في منطقة الشمال، وزيادة نسبة الحرمان في الجنوب من 36 إلى 37%. وعلى مستوى لبنان ككل يلاحظ ان منطقة عكار-المنية-الضنية تضم بمفردها 16.9% من مجموع الأسر المحرومة. وينتج ان 68.1% من مجموع الأسر المحرومة في لبنان تعيش في ست مناطق هي تنازلياً عكار-المنية-الضنية، وبعبدا ، والشوف عاليه ، وجزين-صيدا ،و بعلبك-الهرمل وبنت جبيل-مرجعيون-حاصبيا.


حرمان وبطالة:
يرتبط الفقر بالدرجة الأولى بالحرمان ومدى قدرة المواطن على الوصول الى الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والصرف الصحي والى ما هنالك.وفي حين تفتقر الدولة الى سياسة عمالية تضبط السوق اللبنانين المفتوحة امام العمال من غير اللبنانيين، ارتفعت نسبة البطالة في المناطق لتزيد عن 30%. ويعتبر الفقر مولد للبطالة وليس فقط نتيجة لها فيرافق توسعه التغيير في سوق العمل مثل زدياد الأعمال الهامشية، وتغلب البطالة المقنعة على البطالة السافرة وتبديل الوظائف على العمل المستقر والتطوّر المهني. أضف الى ذلك ان المجال الوحيد القادر على خلق فرص عمل جديدة شبه معدوم فغياب الأصول الإنتاجية لدى الفقراء يحول غالبا" دون تمكنهم من إطلاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة المولّدة للدخل.
وتفيد بعض الدراسات ان جميع الفقراء في المدن الرئيسة وضواحيها ينتمون الى أسر تعتمد في عيشها على معيلها الذي يعمل في الإدارات الحكومية () أو في الصناعة (). ومن أصل الفقراء العاملين في الادارات الحكومية يعتبر تحت خط الفقر كذلك تعتبر ضمن هذا الخط نسبة من الاسر العاملة في الصناعة . ويخبر جورج (27 عاما) وهو موظف في احدى الجامعات اللبنانية منذ سنتين أنه حتى اليوم لم يتقاض راتبه إلاّ مرة واحدة فقط :"عشرة ملايين ليرة راتب قبضته دفعة واحدة بعد مرور سنتين على بدء الوظيفة، وهو لا يغطي سوى 12 شهراً من العمل، وقد خُصم منه ما يقارب المليون ".
اذاً فان العمل في القطاع الرسمي والوظيفة في القطاع الخاص ليسا مدعاة الإطمئنان او سببا للامان، في بلد مثل لبنان يصح فيه القول انه "على سوس ونقطة" الامر الذي يشكل عاملا مشجعا للهجرة الشبابية هرباً من الفقر. ويؤكد ساسين ان" ظاهرة الهجرة مرتبطة بالفقر الى حد كبير وهي سيف ذو حدين لانها في الوقت عينه إقتصاد رديف للإقتصاد اللبناني،إذ ان اموال المهاجرين وادخاراتهم التي تدخل البلاد تزيد عن الدخل الوطني بأضعاف".
ويضيف أن تزايد الرسوم والضرائب في الدولة يزيد الطين بلة، وهذه الاخيرة تمسك بمبدأ عدم زيادة الأجور فيما عدا الاضافة الخجولة الاخيرة على الحد الادنى والتي لم تتجاوز العشرة بالمئة .


سبل المكافحة:
حاولت الحكومات المتتالية وضع خطة لتقليص وحصر اعداد الفقراء ، فكانت بدلاً من ان تعالج الأسباب تحاول ان تخفّف من حدة النتائج عبر المساعدات النقدية وغيرها. ولكن لا يمكن لحبة دواء ان تشفي جرحا عميقا بحاجة الى عملية جراحية. فلا يكفي رفع معدل الدخل الفردي مثلا من 2$ في اليوم الى 20$ ، فالمحاربة تتطلب خطة تنمية شاملة اول خطوة فيها بحسب الخبراء تكون بتشكيل وزارة دائمة هي وزارة تخطيط وتصميم تدرس فعليا كيفية معالجة تفاوت النمو بين المناطق غير المتجانسة وتسعى الى تنفيذ المشاريع فيها لخلق فرص عمل جديدة و تحسين الوضع الإجتماعي. بالإضافة الى السماح بالتقاعد المبكر لفتح المجال امام الدم الجديد الشاب لشغل الوظائف من دون ان ننسى إعادة تفعيل دور منظومة الضمانات الإجتماعية صمام الأمان للطبقة الفقيرة ، وصندوق الضمان الإجتماعي ومؤسسات الرعاية الصحية التي تعتبر كلّها اليوم خدمات منقوصة.الى ذلك يجب أن تترافق خطة التنمية وتشكيل هيئة خاصة لتحديد الحد الأدنى للأجور عبر اعتماد معايير علمية عالمية والأخذ برأي الخبراء وأصحاب الشأن اللبنانيين.


تقدم وتفاؤل:
على الرغم من الحالة الصعبة إن لم نقل المذرية التي يعيشها لبنان على الصعيدين الإجتماعي والإقتصادي، وعلى الرغم من التقصير الفاضح للمؤسسات الرسمية في العمل على تخفيض نسبة الفقر، إلاّ ان التقرير الأخير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الانمائي في أيلول 2009 يظهر ان لبنان أحرز تقدماً في القضاء على الفقر والجوع عبر تعميم التعليم الابتدائي وتعزيز مساواة الجنسين وتمكين المرأة وخفض وفيات الاطفال والامهات ومكافحة مرض نقص المناعة "الايدز" والملاريا وضمان الاستدامة البيئية والشراكة مع العالم من اجل التنمية. ويلاحظ التقرير انخفاض نسبة المحرومين والانخفاض الاجمالي في معدلات الفقر في لبنان، مبينا ان نسبة الفقر النقدي الاجمالية بلغت 5،28 في المئة .
واوضح التقرير الذي حمل عنوان "الاهداف الانمائية للالفية تقرير لبنان 2008" ان لبنان التزم بوضع آليات لاكمال مسؤولية الدول المانحة في مؤتمر "باريس 3" لعام 2007 في عملية الاهداف الانمائية للالفية للتمكن من تخفيف الدين بصورة اكثر مستدامة وتوفير قواعد اكثر عدلا للتجارة قبل عام 2015.
ويذكر ان لبنان يصنف في المركز الاول على راس الدول العربية التي تتلقى التحويلات من الخارج حيث تشكل 8،22 في المئة من اجمالي الناتج المحالي، فيما تشكل الاستثمارات الاجنبية المباشرة 12 في المئة من ذلك الاجمالي، مبينا ان دول الخليج هي المصدر الاساسي للاستثمارات فيه خصوصا في قطاعي البناء والعقارات. وان اتفاق الدوحة الذي وضع حدا للازمة السياسية يحمل الكثير من الامل لاعادة احياء عملية صناعة السياسات، لافتا الى ان العائق الاساسي امام اعمال التنمية كان اقفال البرلمان اللبناني.
وبحسب التقرير عينه فان لبنان احرز تقدماً كبيرا في مجال تطوير النظام التربوي وذلك منذ نهاية الحرب الاهلية في العام 1991 اذ ارتفعت نسبة الالتحاق الاجمالية بالتعليم وتقلص معدل الامية لدى الكبار "15 سنة وما فوق" بنسبة 3،2 في المئة مضيفا ان نسبة الانفاق الحكومي على التعليم بلغت 19،9 في المئة من الموازنة الوطنية الاجمالية اي نحو ستة ملايين دولار اميركي سنويا.

الفقر في العالم
حدّدت الأمم المتحدة 17 تشرين الاول(اكتوبر) اليوم العالمي لمكافحة الفقر. ويهدف التجمع العالمي للقضاء على الفقر الذي شاركت فيه غالبية دول العالم ومنظماته الإنسانية في العام 1996 في روما الى القضاء على نصف الفقر بحلول العام 2015 ،وتخفيض عدد الجياع من 800 مليون الى 400 مليون جائع حول العالم.. وفي كانون الثاني 2005 وخلال المنتدى الاجتماعي العالمي، تم إطلاق النداء العالمي لمكافحة الفقر، في محاولة لتشجيع الناشطين للتحرك حول العالم في أيام رئيسية من السنة وذلك للضغط على صانعي القرار من اجل اتخاذ مواقف جدية. النداء تم إطلاقه لكل المجموعات التي لا تبغي الربح، وللمواطنين الذين يرغبون مطالبة قادتهم بالتحرك باتجاه سياسات المنبر الموحدة المتفق عليها.
وعلى الرغم من الجهود المستمرة إلاّ ان بقعة الفقر تزيد والهوة بين الفقراء والأغنياء اصبحت تكبر بسرعة صاروخية. بعض الأرقام ترعب اصحاب القلوب الإنسانية وبعض الأرقام من النوع الآخر مدعاة فخر لأصحاب الثروات الكبيرة.
أكثر من 11 مليون طفل ما دون الخامسة يموتون جوعا سنويا ،98 % منهم في دول فقيرة.
أكثر من 3 مليارات نسمة يعيشون باقل من دولارين يوميا، 1.3 مليار نسمة يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم وهؤلاء مهددون بالجوع.
هناك مايقارب 800 مليون جائع ( معدم ) على هذه الأرض أكثر من مليار إنسان بدأوا القرن 21 لا يستطيعون كتابة او قراءة أسمائهم. وفي المقابل فقط 3 من أكبر أغنياء العالم تفوق ثرواتهم موازنات 48 دولة في العالم ( ربع دول العالم ) اقل من 1% من قيمة الانفاق العالمي على الأسلحة كفيل بأن يدخل جميع الاطفال المحتاجين الى المدارس.

1 comment:

  1. مرحبا عزيزتي

    فقر الجيوب وفقر العقول

    هكذا يكون الحال في بلاد أدمنت على الإله ودينه

    أدعوك للإنضمام لقافلة التنوير في وجه الظلام الديني


    تحيااااااااااااااتي لك


    ودمت سالمة

    ReplyDelete