يوسف حداد.. ممثل "تثور" الملعقة في فمه



المستقبل - الخميس 15 تشرين الأول 2009 - العدد 3453 - شباب - صفحة 11

ممثّل ثورجيٌّ بإمتياز، والأمرلا ينطبق فقط على حياته المهنية. أمضى خمسة عشر عاما تحت اضواء الشهرة متيماً ب "الكاميرا"، مقدماً الكثير للشاشة الصغيرة، وآخرها الشاب الغني "كمال"في مسلسل عصر الحريم (للكاتبة منى طايع والمخرج ايلي حبيب).
انه يوسف حداد الذي لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب. عانى واختبر وتعلّم فاذا بافضل تجارب حياته حين عمل "معلِّم دهان، بويا، عمار، في المطاعم
وفي مقالع الحجر..."، هذا الى جانب دراسته المسرح في كلية الفنون في الجامعة اللبنانية. لا يخجل من الحديث عن حياته الشخصية وعن طفولته. تراه يحكي بثقة: " كنا ننام 8 أشخاص في غرفة واحدة فيها سريرين فقط". هذه التجارب هي أفضل ما مرّ عليه في حياته. كان في سن الثالثة يرافق والده لجني محصول البطاطا وثمار الأشجار وجمع الحطب للشتاء، فأثمر تعامله اليومي مع الأرض وتراب لبنان تعلقاً بها. ولربما يفسّر ذلك حبّه وتفضيله لشخصية الصحافي الثائر "رضا" في مسلسل "نضال" للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج ايلي ف. حبيب. يقول:"رضا في "نضال" هو الدور الأهم والأحب الى قلبي وهو النموذج الذي أحلم ان أحياه. هو الثائر على الاحتلال، المتعلق بأرضه ووطنه، الرافض لكل انواع الإستبداد والإستغلال والإستخفاف بعقول الناس". وكان نال جائزة "الموركس دور" لعام 2007، ليؤكد بانه هو "رضا" في الحقيقة ايضا.لا يتردد في التعبير عن آرائه ولو كانت تصب عكس مصالحه او تضرّ بها. يعترف بانه "ثائر لا بل حاقد على الوطن" وعلى القوانين، على الإستهتار بحقوق الناس وعلى التربية.
فهذا الوطن الذي نعيشه اليوم لا يشبه ابدا صورة الوطن الذي رسمه يوسف حداد في ذهنه. فالوطن بحسب تعبيره يمر في مرحلة إزدراء على كافة الصعد، سياسيا وشعبيا ومذهبيا، "نحن مع غيرنا على بعضنا" بينما يجب ان يكون الوضع معكوسا. وبالرغم من صراحته "الزائدة" يطريها حداد بالعبارة المكررة "ولكني لا أعمِّم". ما يستفز "رضا" المتوقد داخل شخصية حداد اشياء كثيرة اهمها الطائفية والمذهبية. تراه ينتفض بكل ما اوتي من قوة للتأكيد على ان الوطن لا يمكن ان يبنى على الطوائف والمصالح الخاصة والضيقة والشخصية. فمن اساس البناء فصل الدين عن الدولة. اما الحلم الذي لربما سيبقى حلما الى الأبد فهو تربية اولاده " في وطن ما يكون فيه مسؤول حرامي". ومهما يكن هذا الحلم مستحيلا الا ان مكان الأمل محفوظ دائما. يعلّق:" حتى اليهود الذين يعرفون بان وطنهم زائل لا محالة يخططون لديمومة من المرجح ان لا تتعدى الخمس سنوات".

من "نساء في العاصفة" الى "العاصفة تهب مرتين"، سنابل الحب، شارع الكسليك، مريانا، مالح يابحر، زنوبيا وغيرها الكثير من المسلسلات بالإضافة الى التعاون مع مسرح الرحابنة ،درب طويل وشاق يثقل كاهل الممثل الذي يحترم مهنته ويقدّرها. فيوسف حداد لا يبحث عن ادوار البطولة ولا يطمح ان يكون star الموسم بحسب ما يؤكّد. فالدور الذي يغريه هو الذي يقنعه في المرتبة الأولى بغض النظر عن المردود المادي. يبحث دائما عن الأدوار التي تضيف ثقلا الى مسيرته المهنية. وهو حاليا بانتظار ردود الفعل على المسلسل الجديد بعنوان "ساره" الذي تعرضه احدى الشاشات اللبنانية. المسلسل من كتابة كلوديا مرشليان واخراج سمير حبشي، ويشاركه عدد من نجوم التمثيل مثل سيرين عبد النور (تلعب دور زوجته في المسلسل) والممثل يوسف الخال وغيرهما. كما يقوم يشارك في مسلسل "من اجل عينيك" مع نخبة من النجوم كتابة جان قسيس وإخراج فؤاد سليمان.
وسط زحمة الممثلين اصحاب "الرقم واحد" يُخرج يوسف نفسه من هذا الإطار ليقول بانه لا ينافس احدا. "ما حدا بياخد دور حدا". فالشاشة هي التي تفرز الناس وتصنفهم. اما الممثل فواجبه يقتصر على القيام بدوره على اكمل وجه واحترام المهنة والمشاهدين فيكون بهذه الطريقة ينافس كل مسلسل آخر يعرض في الفترة نفسها. يستطرد يوسف ليقول ما يضحكه ويبكيه في الوقت نفسه ان الشاشة تعج بالممثل حامل الرقم الأول. واذا غاب هذا نفسه لفترة قليلة لا تعد الناس تذكره او تتذكره. ما يعتبره حداد خطأ فادحا ويعزو سببه الى النقابات والدولة في المرتبة الأولى والأخيرة. "خاصة اذا ما في دولة وما في رقابة الا على الأشياء التافهة مثل القبلة او غيرها ". في حين ان المسلسلات التركية والأجنبية تغزو مجتمعاتنا ولا تقدم لنا فنا يخدم هذا المجتمع او ثقافته وهي حكما لا علاقة لها بتاريخنا وتراثنا.

No comments:

Post a Comment