المستقبل - الاثنين 19 تشرين الأول 2009 - العدد 3457 - تحقيقات - صفحة 9
"المعاش بيطير قبل نصف الشهر وبيحلّ الطفر"، لسان حال معظم اللبنانيين الذين سطّر خط الفقر في يومياتهم معاناة تبدأ في همّ تغطية الفواتير والمدفوعات الشهرية ولا تنتهي بهمّ تأمين لقمة العيش. استطاع الفقر ذلك الشبح دخول معظم البيوت وتنظيف جيوب من فيها موسّعاً الهوّة بين الطبقات المصنّفة وبمقياس خطة باثنتين واحدة تحته وأخرى فوقه.هو بات اليوم آفة تهدّد حياة عائلات كثيرة في لبنان والعالم ،بعدما اتّسع قاموسه ليضم أصحاب المعاشات القاصرة عن تغطية أدنى مستلزمات العيش في ظل أزمة الغلاء المستفحلة يوماً عن يوم. في الفلسفة الجديدة لهذه الآفة في لبنان، لم يعد الفقير ذلك المعدم الذي يفتقر الى قوت عائلته اليومي بعدما دخل دائرتها مواطنون كانوا مستبعدين عنها اصلاً، وبينهم الموظفين الرازحين كما غيرهم اليوم تحت نير الغلاء ومصاريف الحياة اليومية الخارجة عن كل الكماليات وعناوينها.