المستقبل - الخميس 9 تشرين الأول 2008 - العدد 3100 - شباب - صفحة 11
ابن كريشان من الإمارات، محمد الحنفي من المغرب، محمود اليوسف من البحرين، كريم عامر من مصر، هالة المصري من مصر، محمد الشرقاوي ..ليست الأسماء الواردة لهواة في برنامج مسابقات، وانما تعود لشباب من العالم العربي اختاروا "المدونة الالكترونية" مساحة خاصة على الإنترنت يمكن تحميلها مقالات و اخبار وصور وفيديو للتعبير عن آرائهم ومواقفهم من الحياة والأحداث السياسية والإجتماعية اليومية على غرار ما فعل 37 مليون شخص حول العالم، بينهم 40 ألفاً هو نصيب العالم العربي منهم
. ومهما يكن العدد قليل فإن الشباب العربي الذي وجد في المدونات الإلكترونية متنفسا مهما في التعبير عن الرأي، أسهم بشكل مباشر في كسر الحواجز التي تفرضها الحكومات والأنظمة الجائرة. والحديث هنا يتعدى السياسة الى الأنظمة والحواجز الإجتماعية والطقوس والمحظورات والخبايا . "حارة ابيح افندي النص"، "يا اخي احا"، "ملح وفلفل"، "ولا واحد افتراضي ولا واحد ..." عناوين لبعض المدونات العربية التي اختار اصحابها تعابير صريحة وغير معتادة لموضوعات اختاروا مناقشتها والقاء الضوء عليها. اكثر ما شد انتباه الشباب في تلك المساحة هو عدم اضطرارهم للرجوع الى رئيس تحرير جريدة ما او مسؤول في اذاعة او تلفزيون.ربما لهذا السبب بالذات اختارت منال مدونتها الخاصة لتخبر عن تجربتها الشخصية اثناء قيامها برحلة الى مدينة ميلان الإيطالية حيث قام راكب في الكرسي المجاور لها في الطائرة بممارسة أمور معيبة. وهناك حكايا صدمت المجتمع العربي في المرحلة الأولى ولكن المدونين يحاولون كشف المستور في مجتمعاتهم ويصرون على تسمية الأشياء بأسمائها. الظلم، الإستبداد، التعذيب، الفساد الذي يطال الطبقة السياسية وحتى العسكرية في بعض الدول العربية تناولها المدونون من دون اي خوف او تردد كما حصل مع المدون المصري علاء عبد الفتاح حين قام بنشر صورة الضابط وليد الدسوقي ضمن تدوينة حملت عنوان "كبير سفاحي امن الدولة وليد الدسوقي".صورة وعنوان لا يمكن ان نراه على مانشيت جريدة او في نشرة اخبار الحقت بعلاء معاناة التعذيب والسجن لإظهاره الحقيقة على العلن. اما الطالب المفصول من جامعة الأزهر عبد الكريم نبيل سليمان فكانت تدويناته السبب المباشر في اختطافه واعتقاله لمدة 12 يوما، فقد تم اعتبار اعلانه عن علمانيته تطاولا على الأديان.هذه النهضة غير المسبوقة التي شهدها العالم العربي تنبهت لها الانظمة العربية في بعض الدول فاصدرت قوانين وعقوبات جائرة في كثير من الأحيان بحق المدونين. كما قامت بحجب عدد لا يستهان به من المدونات وهذا ما حصل أخيراً في سوريا حين حجبت مدونة "مكتوب" في مطلع آذار الماضي. مع ان مدونة مكتوب تعد من اوسع المنصات الثنائية اللغة (الإنكليزية والعربية) على الشبكة وقد استحدثت منذ العام 2000 وتضم اكثر من 4 ملايين مستخدم في العالم. كما حجبت المدونة نفسها من اليمن وتونس وغيرها. ولا تقتصر عملية الحجب على المدونات بل تطال ايضا المواقع الإجتماعية اذ حجبت السلطات السورية موقع الkoobecaf في العام 2007 . وفي حادث مضحك حصل في ايران ،اوردت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر خاص أنه تم حجب المئات من المواقع والمدونات التي تنتقد الحكومة الإيرانية. وكانت المراقبة على نطاق واسع جداً لدرجة أنه تم حجب مدونة الرئيس أحمدي نجاد الشخصية عن طريق الخطأ مع "جوجل" ليوم واحد في إحدى المرات. ومدونة احمدي نجاد لاقت انتشارا واسعا بين الشباب العرب وفي العالم اجمع. تظهر المدونة باربع لغات هي العربية والفرنسية و الإنكليزية والفارسية. والطريف انه حين تتصفح رسائل القراء في النسخة العربية تجدها غارقة في المديح للرئيس بينما النسخة الإنكليزية تبدو رحابة صدرها اكبر بكثير من تلك العربية فتجد رسائل صريحة يستعمل فيها مرسلوها في بعض الأحيان كلمات السباب وغيرها للتعبير عن سخطهم من سياسة الرئيس وهم في الغالب مدونون من دول غربية.هستيريا الحجب والمنع انتشرت في الدول العربية المجاورة مقارنة مع الدول الغربية ومؤسساتها الإعلامية التي رحبت بالمدونين في مكاتبها. فلقد فتحت محطة NNC موجاتها الهوائية مباشرة على مدونات الطلاب خصوصا خلال الهجوم الذي قام به طالب مسلح في جامعة فرجينيا تك. كما عمد الكثير من الطلاب الذين شهدوا على الحادث ببعث رسائل الكترونية على موقع CBB في الإنكليزية لتزويدهم بالمعلومات.ويبقى لبنان البلد الوحيد عربيا الذي تكاد لا تمنع فيه اي مدونة. ربما يعود سبب ذلك الى ان المدونين اللبنانيين يدورون في فلك الأحداث السياسية ولا يغيرون فيها. فالمدونات اللبنانية يمكن اختصارها بردة فعل الجمهور المنقسم بين 8 و 14 آذار. وقلة قليلة من المحايدين. مع العلم ان نشاط المدونات الإلكترونية ظهر اوجه بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وقد نشط اكثر ايضا خلال حرب تموز 2006 . ولربما يكون المدونون اللبنانيون في الخارج هم اكثر فاعلية ممن هم في الداخل.مهما يكن فالمدونات بدأت تؤرق الكثير من الحكومات وبعد موجة الحجب العشوائية وحملة الإعتقال غير القانونية التي جرت بحق المدونين العرب لجأ الكثير منهم الى التخفي وراء اسماء مستعارة وأجهزة كمبيوتر عامة. وكثير ايضا قرر فضح اسمه وهويته مستندا الى الدستور الذي يكرس حق التعبير عن الرأي. من هذا المنطلق بدأ المدونون بأخذ صفة الصحافيين الإلكترونيين او ما يعرف بصحافة المواطن ووضعوا ميثاقا خاصا استوحوه من ميثاق شرف الصحافة من حيث الأمانة في نقل الخبر والتأكد من صحته. هذا ما يثبت يوما بعد يوم ان ما تفشل الوسائل الإعلامية العادية في نقله سوف تفضحه مدونات الشباب.
. ومهما يكن العدد قليل فإن الشباب العربي الذي وجد في المدونات الإلكترونية متنفسا مهما في التعبير عن الرأي، أسهم بشكل مباشر في كسر الحواجز التي تفرضها الحكومات والأنظمة الجائرة. والحديث هنا يتعدى السياسة الى الأنظمة والحواجز الإجتماعية والطقوس والمحظورات والخبايا . "حارة ابيح افندي النص"، "يا اخي احا"، "ملح وفلفل"، "ولا واحد افتراضي ولا واحد ..." عناوين لبعض المدونات العربية التي اختار اصحابها تعابير صريحة وغير معتادة لموضوعات اختاروا مناقشتها والقاء الضوء عليها. اكثر ما شد انتباه الشباب في تلك المساحة هو عدم اضطرارهم للرجوع الى رئيس تحرير جريدة ما او مسؤول في اذاعة او تلفزيون.ربما لهذا السبب بالذات اختارت منال مدونتها الخاصة لتخبر عن تجربتها الشخصية اثناء قيامها برحلة الى مدينة ميلان الإيطالية حيث قام راكب في الكرسي المجاور لها في الطائرة بممارسة أمور معيبة. وهناك حكايا صدمت المجتمع العربي في المرحلة الأولى ولكن المدونين يحاولون كشف المستور في مجتمعاتهم ويصرون على تسمية الأشياء بأسمائها. الظلم، الإستبداد، التعذيب، الفساد الذي يطال الطبقة السياسية وحتى العسكرية في بعض الدول العربية تناولها المدونون من دون اي خوف او تردد كما حصل مع المدون المصري علاء عبد الفتاح حين قام بنشر صورة الضابط وليد الدسوقي ضمن تدوينة حملت عنوان "كبير سفاحي امن الدولة وليد الدسوقي".صورة وعنوان لا يمكن ان نراه على مانشيت جريدة او في نشرة اخبار الحقت بعلاء معاناة التعذيب والسجن لإظهاره الحقيقة على العلن. اما الطالب المفصول من جامعة الأزهر عبد الكريم نبيل سليمان فكانت تدويناته السبب المباشر في اختطافه واعتقاله لمدة 12 يوما، فقد تم اعتبار اعلانه عن علمانيته تطاولا على الأديان.هذه النهضة غير المسبوقة التي شهدها العالم العربي تنبهت لها الانظمة العربية في بعض الدول فاصدرت قوانين وعقوبات جائرة في كثير من الأحيان بحق المدونين. كما قامت بحجب عدد لا يستهان به من المدونات وهذا ما حصل أخيراً في سوريا حين حجبت مدونة "مكتوب" في مطلع آذار الماضي. مع ان مدونة مكتوب تعد من اوسع المنصات الثنائية اللغة (الإنكليزية والعربية) على الشبكة وقد استحدثت منذ العام 2000 وتضم اكثر من 4 ملايين مستخدم في العالم. كما حجبت المدونة نفسها من اليمن وتونس وغيرها. ولا تقتصر عملية الحجب على المدونات بل تطال ايضا المواقع الإجتماعية اذ حجبت السلطات السورية موقع الkoobecaf في العام 2007 . وفي حادث مضحك حصل في ايران ،اوردت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر خاص أنه تم حجب المئات من المواقع والمدونات التي تنتقد الحكومة الإيرانية. وكانت المراقبة على نطاق واسع جداً لدرجة أنه تم حجب مدونة الرئيس أحمدي نجاد الشخصية عن طريق الخطأ مع "جوجل" ليوم واحد في إحدى المرات. ومدونة احمدي نجاد لاقت انتشارا واسعا بين الشباب العرب وفي العالم اجمع. تظهر المدونة باربع لغات هي العربية والفرنسية و الإنكليزية والفارسية. والطريف انه حين تتصفح رسائل القراء في النسخة العربية تجدها غارقة في المديح للرئيس بينما النسخة الإنكليزية تبدو رحابة صدرها اكبر بكثير من تلك العربية فتجد رسائل صريحة يستعمل فيها مرسلوها في بعض الأحيان كلمات السباب وغيرها للتعبير عن سخطهم من سياسة الرئيس وهم في الغالب مدونون من دول غربية.هستيريا الحجب والمنع انتشرت في الدول العربية المجاورة مقارنة مع الدول الغربية ومؤسساتها الإعلامية التي رحبت بالمدونين في مكاتبها. فلقد فتحت محطة NNC موجاتها الهوائية مباشرة على مدونات الطلاب خصوصا خلال الهجوم الذي قام به طالب مسلح في جامعة فرجينيا تك. كما عمد الكثير من الطلاب الذين شهدوا على الحادث ببعث رسائل الكترونية على موقع CBB في الإنكليزية لتزويدهم بالمعلومات.ويبقى لبنان البلد الوحيد عربيا الذي تكاد لا تمنع فيه اي مدونة. ربما يعود سبب ذلك الى ان المدونين اللبنانيين يدورون في فلك الأحداث السياسية ولا يغيرون فيها. فالمدونات اللبنانية يمكن اختصارها بردة فعل الجمهور المنقسم بين 8 و 14 آذار. وقلة قليلة من المحايدين. مع العلم ان نشاط المدونات الإلكترونية ظهر اوجه بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وقد نشط اكثر ايضا خلال حرب تموز 2006 . ولربما يكون المدونون اللبنانيون في الخارج هم اكثر فاعلية ممن هم في الداخل.مهما يكن فالمدونات بدأت تؤرق الكثير من الحكومات وبعد موجة الحجب العشوائية وحملة الإعتقال غير القانونية التي جرت بحق المدونين العرب لجأ الكثير منهم الى التخفي وراء اسماء مستعارة وأجهزة كمبيوتر عامة. وكثير ايضا قرر فضح اسمه وهويته مستندا الى الدستور الذي يكرس حق التعبير عن الرأي. من هذا المنطلق بدأ المدونون بأخذ صفة الصحافيين الإلكترونيين او ما يعرف بصحافة المواطن ووضعوا ميثاقا خاصا استوحوه من ميثاق شرف الصحافة من حيث الأمانة في نقل الخبر والتأكد من صحته. هذا ما يثبت يوما بعد يوم ان ما تفشل الوسائل الإعلامية العادية في نقله سوف تفضحه مدونات الشباب.
No comments:
Post a Comment