ماذا تفعل سوسو يوم العيد؟

Tweet It!

لكل منا عائلته العضوية المؤلفة من الأب والأم والأخوات والإخوان (اي الأشقاء)، ولمن ليس له هذه العائلة لسبب او لآخر ،يمكن ان يكون ذلك نتيجة وفاة او حتى في مرات كثيرة نتيجة النسيان، فيختار عائلة بديلة . لا اعرف لماذا نفكر دائما في العائلة بالمرتبة الأولى خلال الأعياد. ما هو هذا الرابط الخفي الذي يجمع بين الإثنين في لاوعينا الإنساني. مهما يكن ، فمن يختار عائلة بديلة يختارها طبعا على ذوقه الخاص. عندما هرعت قبل العيد بأيام قليلة لشراء الهدايا، طبعا للعائلة التي ستجتمع عندنا، ولأولادي، ولأصدقائنا انا وزوجي ، ول... و و و .... فالائحة طويلة
، لم اكن أتوقع ان ارى ما رأيت. قصدت مركزا تجاريا واحدا ، وتناولت نصف علبة مسكن لأوجاع الرأس عند عودتي ، طبعا عودتي لم تعد قبل 5 ساعات من المركز التجاري. هذا اذا ما حسبنا الوقت الذي قضيته على الطريق احل فيها كلمات متقاطعة بانتظار ان يمشي السير. بالرغم من آلام الرأس الا انني كنت راضية نوعا ما على الوضع الإقتصادي فمن الواضح ان الناس مرتاحة قليلا هذا الموسم. مهما يكن عندما كنت اتجول بين واجهات المحال لإختيار الهدايا، احسست بالتعب المفاجئ فدخلت اقرب مقهى مني وجلست. اتت تلك الفتاة الغريبة مع قصة شعر صبيانية تسألني "كيفك مدام شو بتحبي تاخدي؟". عندما طلبت ما طلبته قالت "اذا احتجت لأي شيئ آخر معك شارلوت". أكملت مشواري الطويل بين الألعاب والثياب والهدايا. ليلة العيد حين اجتمعت العائلة حول طاولة الطعام التي استغرقت تحضير يوم بكامله وما قبله لم اعرف لماذا فكرت بشارلوت. قلت في نفسي هي الآن تسأل زبائنها "شو بتحب تاخد؟". ترى هل وجدت وقتا كافيا لشراء الهدايا؟ طبعا الليلة لن تتناول العشاء مع عائلتها، بل في المطعم التي تعمل فيه. هل ستأكل وحدها وبسرعة جنونية لأن ضغط الزبائن كبير يوم العيد. ثم فكرت بكل من يضطر للعمل في ذلك اليوم. كل من لا يستطيع ان ينضم الى عائلته على طاولة الطعام. أولئك الذين لا يملكون عائلة. فكرت ايضا بسوسو. ماذا تفعل سوسو يوم العيد؟ هل اشترت هدايا؟ هل سيشتري لها احد ما هدية ما؟ هل هي مضطرة للعمل؟ ام انها وجدت عائلة لنفسها؟ ام انها ما زالت مع عائلتها الوهمية الخاصة؟. حبل افكاري قطعه فجأة صوت قهقهات الحاضرين ففكرت للوهلة الأولى انهم يضحكون على شرودي ثم اكتشفت ان شيئا آخر كان يضحكهم لم اعد اتذكر ما هو ولكني اتذكر انني نسيت كل ما كنت افكر به حتى تلك اللحظة ورحت اضحك مع العائلة.

No comments:

Post a Comment