يوم "الحشر" المدرسي

Tweet It!
المستقبل - الخميس 19 آذار 2009 - العدد 3251 - شباب - صفحة 10

دخان السيجارة يعبق في الباص يتغلغل داخل عروسة الزعتر التي يتناولها وليد صباح كل يوم. طريق المدرسة طويل، والأم والأب يعملان، فكان "الأوتوكار" هو "المنقذ" الوحيد. أولاد الثامنة والعاشرة يندمجون مع أولئك الذين يتباهون بسن المراهقة. مهما كان الباص المدرسي صغيرا، ومهما كان الطلاب الذين بداخله صغارا الا ان شريعة الغاب تطبق ايضا داخله.
فالأقوى هو الذي يربح ويجد مكانا للجلوس ويسبق غيره. طبعا الكبار هم الرابحون غالبا. أحد الصبيان يتسلى بفريسة سهلة يتباهى بها امام جميلات الباص اليومي. ايام قليلة تمر قبل ان يصبح الصغار جزءا من حديث المراهقين. وأية احاديث! قلة منهم فقط يدفعهم احمرار الوجنتين من الخجل الى عدم المشاركة في الدردشة الصباحية ويكتفون بالإستماع للقصة بآذان شبه ظاهرة. وطبعا حين يتطرق الشباب الى المواضيع الحساسة يتدخل السائق بإسداء النصيحة وتوفير المعلومات الضرورية. وبالحديث عن الأوتوكار العادي، فانه من المفترض انه يحتوي على 24 مقعدا ومن غير المسموح لأحد الجلوس الى جانب السائق للحفاظ على السلامة. كما ان المقاعد الإضافية غير المثبتة تشكل بقعة خطر مميتة في حال حدوث اي حادث صغير. ووفقاً للمادة 1 من القانون 551/96، من الضروري وضع مراقب خاص لكل باص مدرسي.من يقصد التجول في شوارع بيروت صباحا لا بد ان يرى المشهد التالي على الأقل ثلاث مرات : باص المدرسة يقل اكثر من خمسة وثلاثين تلميذا. بعضهم يبقى مترنحا، وبينهم صغار في السن. البعض يقف على الباب المفتوح. او يجلس على حافة الشباك. سائق الباص يحمل سيجارته بكل فخر. بعض التلاميذ ايضا يدخنون. لا يضع ايا من السائق او الطلبة حزام الأمان. وغالبا لا توجد اشارة واضحة لأسم المدرسة على الباص، او رقم تلفون في حال المخالفة. يستعمل السائق الباص المدرسي في احيان كثيرة للنقل العام.يقود السائق بسرعة غير مسموح بها في الشوارع الفرعية. يطلق زموره الرنان اذا تأخر احد التلاميذ.يقطع السائق اشارة حمراء على تقاطع طرق خطر والتلاميذ يشجعونه ويصفقون. وعندما تحل المصيبة من الذي يصفق؟. ينقلب باص مدرسي بمن فيه ويذهب ضحيته اطفال ابرياء. من يتحمل المسؤولية؟ هل هم الأهل الذي يرون المشهد ولا يعلقون؟ هل هي الأم التي لا تتجرأ على الطلب من السائق عدم التدخين في الباص؟ هل هم التلاميذ انفسهم؟ هل هي المدرسة التي لا تعير للرقابة اية اهمية وتعتبر ان التلميذ لا يعود من مسؤوليتها حالما يخرج من بابها الرئيسي؟ أم هو السائق المتهور؟. الحقيقة تقول ان المسؤولية تقع على هؤلاء مجتمعين ومنفردين.وللذي لا يعرف القانون، فليتذكر ان اولاده معه وعليه ارجاعهم بالسلامة.

1 comment:

  1. Hi Claude its a verry nice article but unfortunatly schools doesn t care about students care they only care about bringing more&more students hope they will take this article into concideration Good Job

    ReplyDelete