بين الجريمة والقانون... ثقافة احترام

Tweet It!
من بيروت ندوة تطبيق ثقافة احترام القانون في المجتمعات العربية ودور وسائل الإعلام


بين حكم القانون وحكم ثقافة القانون خيط رفيع لا يميزه الكثير من الأفراد. فحكم القانون هو النظام الذي تحمي فيه القوانين حقوق كل افراد المجتمع ويتيح بالتالي السبيل للمشاركة . اما مفهوم ثقافة احترام القانون فهو يساعدعلى تفسير سبب التباين بين نص حكم القانون المثالي على الورق وتطبيقه القاصر على الأرض، كما يمنح المواطنين دورا مهما لتحسين نوعية الحياة في مجتمعاتهم من خلال تفاعلهم مع القوانين. هذه التعاريف وضعها العلماء والخبراء على مدى السنين ولكنها بقيت في اوراق فئة خاصة وفي ادراجها لا تخرج الى العامة منهم ولا مكان لها في احاديثهم اليومية او نقاشاتهم المختلفة. التمييز بين هذين المفهومين والسعي الى نشر ثقافة احترام القانون كان موضوع الندوة التي استمرت لثلاث ايام متتالية في بيروت من 20 الى 22 مارس في فندق الرويال، ةالتي شكلت امتدادا للندوة التي عقدت في البحر الميت (الأردن) من 13 الى 17 اكتوبر 2008 ، برعاية المؤسسات : "مشروع ثقافة احترام القانون" ومقره واشنطن www.cultureoflawfulness.org . ينظر مشروع ثقافة احترام القانون في الممارسات الفعالة ويتيح دعماً فنيّاً للأنظمة المدرسيّة ووسائل الإعلام وهيئات إنفاذ القوانين ومراكز السلطة الأخلاقيّة حول العالم. ساعد شركاء في الأمريكيّتين والشرق الأوسط العربي ودول القوقاز على وضع برامج مختلفة وتطبيقها. ويتم البرنامج برعاية المركز الوطني للمعلومات الإستراتيجية National Strategy Information Center وهو منظمة تعليميّة غير حزبيّة وغير حكوميّة مقرّها واشنطن العاصمة.
و "المنتدى العربي لثقافة احترام القانون" . تأسس المنتدى العربي لثقافة احترام القانون عام 2007 على يد 15 إعلامي عربي محترف من الأردن والمملكة العربيّة السعوديّة والبحرين وقطر والإمارات العربيّة المتحدة. ولقد اجتمعوا معاً في صقليا في إيطاليا للمشاركة في ندوة حول حكم القانون انعقدت برعاية مشتركة من مركز الديمقراطيّة والمجتمع المدني في جامعة جورجتاون ومشروع ثقافة احترام القانون. وانطلاقاً من نجاح الندوة ومحصّلتها، قررت المجموعة أن تعقد منتدى دائم الغاية منه تدعيم الجهود الفرديّة والمشتركة لتعزيز حكم القانون في المجتمعات العربيّة.

صحافيون وباحثون وقانونيون من أميركا، العراق، الأردن ولبنان اجتمعوا وناقشوا اهمية دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة احترام القانون وترسيخ هذا المبدأ بين الناس. فدور التلفزيون ، الإذاعة والإعلام المطبوع في نشر ودعم ثقافة احترام القانون مهم جدا واساسي. لقد بدأ العديد من الإعلاميين والصحفيين في الشرق الأوسط والعالم العربي بنشر الوعي بثقافة احترام القانون في مجتمعاتهم مستفدين من خبرات اسلافهم السابقين في اميركا الجنوبية، اوروبا واسيا ومحاولين تقوية وترسيخ مبدأ ومفهوم القانون من خلال تعزيز ثقافة احترام القانون.
نموذج صقلية في ايطاليا كان منطلقا للنقاشات. فتحوُّل هذه المدينة من عاصمة للجريمة المنظمة والفساد الى مدينة يحكمها القانون وتنتشر في ضواحيها مبادئ احترام القوانين كان بلا شك تحول يستحق الوقوف عنده، وذكر كل من ساهم فيه على مدى السنين السابقة وخاصة من ذهب ضحية ايمانه بهذه المبادئ ووقف في وجه الفساد. ولعلّ ابرزهم فالكون وبورسلينو.
ثم ألقي الضوء على الجهود الإعلامية التي بذلت في القارات الثلاث لنشر الوعي العام ضد العوامل المؤدية الى الفساد ، الجريمة، العنف والظلم. وعرض امام المشاركين النتاج الإعلامي الممتد من اوروبا الجنوبية واميركا الاتينية وحتى الشرق الأوسط والتي خدمت هذا الغرض بشكل فعال. كما تطرق المحاضرون الى الجهود الذاتية لبعض العناصر والأشخاص التي كان لها دورا واضحا في الصراع بهدف التغيير الإيجابي.
يوم السبت 21 مارس انضم المشاركون اللبنانيون الى حلقة اوسع ضمت مجموعة اكبر من الإعلاميين الأردنيين واللبنانيين المتخصصين. مشاريع سابقة قام بتنفيذها المشاركين عبر وسائل إعلامهم المختلفة، ومشاريع مستقبلية اخرى طرحت، تتمحور حول نشر ثقافة احترام القانون. وكيفية استخدام الوسائل الإعلامية والإنترنت لهذه الغاية. ووجوب نشر المصطلحات القانونية الصحيحة وتفسيرها للناس. كما قُدمت مشاريع اخرى اكاديمية وتربوية تسهم في نشر هذه المبادئ ، واقامة اعمال فنية متنوعة للأطفال تتيح لهم التعرف الى قوانين بلادهم وتعلمهم كيفية احترامها وبالتالي تبعدهم عن جو الفساد السائد.
اما عن القوانين التي يعتبرها البعض جائرة او غير صالحة فقد أشير خلال المنتدى اليها والى وجوب التأكد من صوابية تطبيقها بدل اطلاق الأحكام المسبقة. ولعلنا في لبنان اكثر ما ينقصنا هو ثقافة قانونية في الحد الأدنى اذ ان التلميذ على سبيل المثال لا يملك اي كتب او مستندات تمكنه من قراءة دستور بلاده وقوانينها الا في مراحل متقدمة. وفي الغالب يبقى الجهد الشخصي والرغبة الخاصة هما المحركان للتلميذ نحو الإكتشاف فيما ان المدرسة او الأنظمة التربوية تائهة عن هذه الفكرة. فالجيل الجديد هو مستقبل البلد، اذا دُمج منذ الصغر في هذه الثقافة لن يحتاج الى مثل هذه الندوات في المستقبل.
حكم ثقافة القانون يساعد الأفراد على معرفة القانون وادراك ان القوانين هي لحمايتهم ويساعدهم بالتالي للتصدي لكل انواع المخالفات صغيرة كانت ام كبيرة ، والمكافحة ضد الفساد المنتشر في كافة زوايا المجتمع واالذي يعشش احيانا وراء بعضٍ من ابواب العدل والقضاء. الطريق طويل جدا نحو التوصل الى محو الجريمة المنظمة وآثارها. وكم من جريمة منظمة شهدها لبنان منذ 2005 وحتى الآن.

حول المنظمين والمحاضرين:

منصور النغيدان و جوزف براودي



*السيد منصور النغيدان محاضر وكاتب سعودي الأصل مقيم حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة و قد نشرت كتاباته في مختلف الدول العربية و دول الخليج كجريدة الوطن اليومية السعودية و جريدة"ا لنيويورك تايمز " و"واشنطن بوست" .

*السيد جوزيف برودي : كاتب عراقي أمريكي و خبير سياسي ذو خبرة واسعة بحضارة الشرق الأوسط و إيران .كما انه كاتب و مشارك في جريدة "لوس أنجلوس تيمز","نيو ريببليك","بست لايف"و"رادار".
جوزيف هو أيضا مؤلف كتاب العراق الجديد ( الكتب الأساسية 2003).
يتحدث اللغتين العربية و الفارسية بطلاقة .

*عدنان أحمد يعقوب العواملة رئيس مجلس ادارة المركز العربي للخدمات السمعية البصرية وهي شركة انتاج تلفزيوني عربية رائدة مقرها عمان وتنتج ما يزيد على 200 ساعة من المسلسلات القصيرة في السنة. وهو رئيس مجلس ادارة ومؤسس قناة الشرق وهي قناة تلفزيونية اخبارية اردنية جديدة تبث على مدار الساعةوهي صوت صارخ في ثقافة احترام القانون في الشرق الأوسط العربي.

* روي غودسون: بروفيسور في جامعة جورج تاون منذ 3 عقود من الزمن. وقد قام مؤخرا بدراسة السبل الفعالة لمنع الجريمة والفساد وأسس مشروع ثقافة القانون، كما انه المستشار السابق لمكتب الأمم المتحدة الخاص بالمخدرات والجريمة ومؤسسة الولايات المتحدة.

*جون خوري: كاتب مسرحي حاصد جائزة اوسكار ومنتج ، له كتاب Takin’it back وهي قصة حول تعزيز ثقافة احترام القانون في شوارع لوس انجلس. في جعبة خوري العديد من الأفلام التلفزيونية والسينمائية منذ بدء العمل لدى Walt Disney Productions . وهو من اصل لبناني.

*سولا حداد: منتجة افلام وثائقية لبنانية الأصل قامت بإنتاج وإخراج فيلم وثائقي بعنوان ثورة بيروت عام 2007 حول ثورة الأرز في لبنان. استطاعت سولا وكنتيجة لخبرة 30 عاما من الإحتكاك والتعرض لأنماط مختلفة من الشعوب، امتدادا من البحر المتوسط وحتى كاليفورنيا، من عرض وتسجيل انطباعاتها وخبراتها العريقة من خلال افلام وصور وأشرطة فيديو.

شارك من الأردن كل من الصحفيين: يحيى العساسفة ، معتصم الرقاد ، نزيه القسوس ، هلا هنداوي ، محمد خروب ، خلدون شديفات ، يسر حسان، هيثم الكسواني، غسان الهندي ، مصطفى القاسم ابو رمان امام مسجد وداعية أردني.
اما من لبنان فقد شارك كل من : كارولين عكوم صحفية اعلام مطبوع وانترنت، ابراهيم عرب مقدم برنامج اذاعي على راديو صوت بيروت، ريتا باروتا صحفية (انترنت)، د. عصام عطاالله، نسرين حمود من مجلة سيدتي، ميشال فلاح محامي وصحفي (انترنت)، داوود ابراهيم محرر تلفزيزني برنامج "انت والحدث"، شربل خليل معدّ وصاحب فكرة برنامج "دمى قراطية" و "بسمات وطن"، كلود صليبا مراسلة اعلامية في جريدة المستقبل.

2 comments:

  1. كلود
    جد يعطيكي العافية
    جميل ما كتبت
    ومقدّرة جل التقدير
    مواكبتك للحدث

    ريتا باروتا

    ReplyDelete
  2. slam and thanks to you
    nice to meet yuo in lebnon
    and thanks to raight this subject
    mostafa

    ReplyDelete