المستقبل - الخميس 3 نيسان 2008 - العدد 2922 - شباب - صفحة 10
تأنق شادي امام مرآة غرفته في بيته الصغير المتواضع يتحضر لليوم الكبير. كانت الخطوة الأولى نحو المستقبل، والى الآن يسير كل شيء حسب ما خطط له. لطالما اراد ان يصبح محامياً رغم معارضة اهله. دخل كلية الحقوق وقطع اول سنتين بنجاح. فاقتنع اهله اخيراً وافتخروا به ابناً مجتهداً و"محامي لامع انشاالله"
. تماماً كما يفتخر جميع اهلنا بأبنائهم حين يتخرجون مهندسين واطباء وصحافيين الخ... فهؤلاء هم جيل الغد الذين سيحملون الوطن على اكتافهم ويرفعون رايته عالياً.والكل يعلم كم هي صعبة اجتياز المرحلة الأولى من دراسة الحقوق، فكل هذه القوانين والأرقام والتواريخ والكتب السميكة والمواد الصعبة. لم يُعصَ شيءٌ على ارادة شادي. تفوق على غيره من الطلبة. هو شاب محبوب "وقريب عالقلب" على حد تعبير زملائه "ذكي وقوي وبيفرض وهرتو".لهذه الأسباب كلها وغيرها اختاره رفاقه لتمثيل حزبهم في انتخابات الجامعة. وبدأت ورشة العمل. جُمعت اسماء الطلاب وفُرزت بين مؤيد ومعارض وسرعان ما عُرفت المحسوبيات. ونُظمت الحفلات. ولم تنفك الخدمات تنهال على الطلاب من كافة الجهات. وطبعاً استفادوا منها جميعها لأنها على غرار الإنتخابات النيابية غدت الفترة الوحيدة التي تُقدَّم فيها الخدمات.دُرس مخطط اللائحة الأخرى بشكل جيد . بقي الطلاب المحايدون ولكن لم يتأخر كثيراً وضع حلول لجذب هؤلاء واقناعهم "بالتصويت لنا".اليوم الكبير وصل. وكان شادي بين اول الواصلين الى الجامعة. كل شيء منظم حسب القانون. صناديق الإقتراع جاهزة والأساتذة المشرفون حاضرون والستارة في مكانها وهي الزامية. "نحنا بالنهاية رجالات القانون المستقبليين عالأقل نحنا نطبق القانون بجامعاتنا".طبعاً طلاب الحقوق هم اول المعنيين بتطبيق القانون واحترامه وهم القدوة للجامعات الأخرى. وكما يشير القانون الى حرية الرأي والتعبير والديمقراطية، عُلقّت الأعلام والصور والشعارات وزيّنت الجامعة والكافتيريا وحتى الـ parking بالألوان. فهذه الأماكن هي للطلاب كافة وليست لفئة واحدة منهم.الى الآن تسير الأمور بشكل جيد وديمقراطي. والأقوى بين المرشحين هو الذي سيربح.بدأت عملية التصويت وبدأ معها النصف الثاني من النهار. لاحظ بعض المندوبين محاولات غش فلم يسكتوا عن الموضوع. تبيّن لاحقاً ان هذه المحاولات هي من الطرفين على السواء.سُويت الأمور واقفلت الصناديق على خير.حان وقت فرز الأصوات.تشنُج وترقُب واشاعات تتطاير من هنا وهناك. ولكن لم ينسَ الطلاب انهم قانونيون لذلك حافظوا على اعصابهم واحترموا اخصامهم.عَلت الأناشيد والموسيقى لتحميس الشباب. الى ان سُمع صوت احدهم يصرخ "ولك شو عم تعمل انزل من عندك يا ..".ما جرى انه خطر ببال احد الشبان وهو لا يمت للجامعة باية صلة انزال عَلَم الحزب الذي ينتمي اليه شادي. فكان هذا الأخير اول من امسك بحجر من على الأرض ورشقه به.واشتعلت المعركة ما بين طلاب الجامعة وعناصر خارجية وما بين طلاب الجامعة من هذه الفئة والفئة الأخرى.استُخدمت انواع متعددة من الأسلحة: الحجارة، الزجاج، العصي، عبوات الماء، الأيادي والزنود.ولكن مهلاً، هل يبيح القانون استعمال تلك الوسائل؟ علينا ان نسأل احد الطلاب "اللي مفروض انو حافظ وفاهم القانون" ولكن كلهم مشغولون إما "بالخبيط" او بنقل الجرحى الى المستشفى.استمر القتال ولم تعد النتيجة مهمة، فالعَلم هو الأساس "هذا شرف والمساس به ما بِينَسكت عليه".بعد نصف ساعة تدخلت القوى الأمنية لتفريق الشباب وهدأ الوضع نسبياً. وأُحيل كلٌ من المعنيين الى التحقيق.تقدم شادي من المحقق معرِّفاً عن نفسه:"اسمي شادي فلان"فسأله المحقق: "انت شو خصّك بالجامعة يا ابني؟"فأجابه شادي حائرأً ما بين الفخر والخجل: "انا تلميذ قانون".
بعد كل هذه الحكم الي اتحفتينا فيها يا استاذة منفضل شادي يكون بالشارع او يطلع شادي لي عمتبرم علي الست فيروز بأغنية أنا و شادي ويا ريت كلية الحقوق تبقى للحقوق و الأخلاق
ReplyDelete