بيتر سمعان "غنوج" إنجلينا جولي

Tweet It!


المستقبل - الخميس7 آب 2009 - العدد 3405 - شباب - صفحة 13


ضربة حظ تحيل الفنان الى نجم بين ليلة وضحاها. يحدث ذلك حين يكون "الدعم"متوافراً، لكنه في حالة بيتر سمعان الأمر مختلف. فالحكاية مجبولة بالشغف الى الفن المبني على دعامات الموهبة وكثير من الجهد والتعب والمواكبة. تتلمذ على يدي شكيب خوري. عاند ضيق أحواله المادية متحدياً وزملائه في معهد الفنون-قسم المسرح الامكانات المتواضعة، فاذا بهم يتقاسمون
المهمات بدءاً من الطعام الذي يتشاركونه الى طلاء جدران المسرح والاهتمام بالديكور وحياكة ثياب الممثلين. أثمر انغماسه المتماهي في العمل خبرة خولته السير على درب النجومية من المسرح الى التلفزيون الى تصميم الأزياء الى قلوب المعجبات الذين يرون فيه فارس الأحلام الجذاب والمثير.
يصف بيتر علاقته بالمسرح بالمعاناة الجميلة التي تجمع بين التعب والضحك والارهاق والقلق والغضب والجدل بين الممثل والممثل، وبينه وبين المخرج، وصولا الى تمزيق النصوص وغيرها من المشاعر والانفعالات.كل تلك المتناقضات، ولّدت علاقة حب بينه وبين خشبة المسرح، تلك التي غفى عليها مرات عديدة. وتحولت هذه العلاقة الى حلم يدغدغ ذهنه على أمل إنشاء مسرح خاص به " ما في اجمل من انو يكون عندك مسرحك حيث تنفذين فيه كل احلامك". أما التلفزيون فانه بطبيعة الحال الطريق الأقرب الى الشهرة، واذا بشخصية طارق فياض في مسلسل "غنوجة بيا" للكاتبة منى طايع والمخرج إيلي حبيب، تستوطن أمسيات السهر والقلوب المشغولة بذلك الشاب الطيب، الرقيق، الحنون والجذاب. وعلى الرغم من أدائه شخصية الرجل الحاقد، النسونجي، الذي يتملكه حب الإنتقام في مسلسل عصر الحريم (للكاتبة والمخرج نفسيهما)، جاءت النتيجة لصالحه اذ لم تتأثر شعبيته بالشخصية الشرسة التي أداها، فحفظ بذلك بيتر سمعان مقعدا له في الصفوف الأمامية لفن التمثيل.

الممثل الناجح برأيه هو ذاك الذي لا يستعصي عليه اي دور مهما كان غريبا، والذي لا ينطبع في شخصية معينة، ولذلك فانه إختار الخوض مجدداً في مغامرة الشخصيات المركبة والمريضة. "من أجل عينيك" مسلسل جديد يلعب فيه بيتر شخصية شاب ذو عاهة جسدية ما ينعكس على حالته النفسية ايضا. وفي ظلّ التوترات التي يعيشها وعائلته مع عائلات أخرى من القرية نفسها، يقع في علاقة حب غير متوقعة. يرى بيتر في التجربة: "الشخصية معقدة وعنيفة وتركيبتها هي التي دفعتني الى قبول الدور. فالشخصية المركبة تتيح المجال امام الممثل "لأن يبدع ويطرّز" فيها ويضيف جديدا خلافا لتلك الكلاسيكية والرومنسية منها. النص لجان قسيس، إخراج فؤاد سليمان وإنتاج شركة online production وسيعرض قريبا على إحدى الشاشات اللبنانية".
وكما أحلامه التي لم تجد الطريق السهل اليه كذلك الأيام التي تمرّ ليست خالية من الوجع. يقول عن نفسه انه تعلّم ان يعيش مع الوجع " فهو موجود يوميا نأكله كما نأكل السندويش، ولكن المهم اننا لا نسمح له بأكلنا ". ولربما تكون وفاة والدته هي الضربة القاسية في حياة بيتر الا ان العلاقة المميزة التي كانت تربطه بها هي التي دفعته للتقدم والتطور، فاذا به يوسّع اهتماماته مصوبا على تصميم الأزياء الذي درسه في اكاديمية مايكل أنجلو، وغدا بعده مصمم الـUniforms لأهم المطاعم. بالاضافة الى تصميم ازياء عدد كبير من المسرحيات للمخرج شكيب خوري واضافة لمساته على مسرح الرحابنة في مسرحية "الإنقلاب" و"هنيبعل"، والى عدد من المسلسلات السورية. يميّز بيتر بين التمثيل والتصميم: "بالنسبة لي تصميم الأزياء مهنة أساسية باعتبارها تؤمن الإستقرار المادي وبالتالي المعنوي لأعطي اكثر في المجال الفني".

ينتقد بيتر أوضاع الانتاج في لبنان من منطلق افتقاره الى التنظيم والإحتراف. يعلّق: "حتى اليوم هناك من لا يدرك بان الممثل هو كتلة شعور تحتاج الى العناية ليقدم افضل ما عنده. وفيما نجد سخاءاً وضخامة في الإنتاج العربي يبقى انتاجنا اللبناني التلفزيوني والسينمائي متواضعا. لا ينقصنا كتاب، ولا مخرجين ولا ممتلين، وما ينقصنا هو الإنتاج. فعلى المؤسسات التلفزيونية ان تعي أهمية السخاء المادي لرفع مستوى العمل كي ينافس غيره من الأعمال العربية المصرية او السورية. وفي الوقت نفسه تشجيع المنتجين الجدد على الساحة لخلق المنافسة المهنية التي تدفع للتقدم. فوضع الإنتاج في لبنان بشكل عام امر لا يخفى على أحد والمطالبة بحقوق الفنانين والممثلين خصوصا كلام يتردد على ألسنة الجميع منذ سنوات عديدة. وبالرغم من بعض التقدم الملحوظ في هذا المجال الا اننا ما زلنا في حلقة "راوح مكانك" وسبب ذلك يعود بالدرجة الأولى الى ما يمكن تسميته غطرسة البعض". يعزو بيتر المشكلة الى كوننا "نعيش في مجتمع لا يتقبل النقد، من الممثلين الى المنتجين فالمخرجين. التقدم يتحقق بالإستماع الى مختلف الآراء وتقييم الجيد. فالنقد لا يهدف الى التمجيد او التجريح ولكن يجب ان يكون نقدا بنّاء". وبما ان فلسفته في العمل هي ان تكون العلاقات بين الزملاء مهنية وليست شخصية يتحاشى تأليف صداقات من الوسط الفني، فالصداقة يجب ان تتخطى العوائق المادية والمصلحة وبعد "ضربات قوية" تلقاها من العنصرين النسائي والذكوري على مستوى الصداقة تعلّم ان لا يرفع توقعاته حتى لا يُصدم بالنتيجة اذا جاءت سلبية. اما على الصعيد السياسي فيسرع بيتر للتأكيد بانه لا ينتمي الى اي حزب مهما كانت عقيدته ولكن ثقته تصب فقط في الجيش اللبناني "الجيش هو الأساس اما الأحزاب فتذهب من مقلب الى آخر. انا لست مع احد وأرفض كل الإنتماءات التي تدعو للعنف".
وعلى الرغم من شهرته تراه يحمرّ خجلا كلما اتجه نحوه احد المعجبين او رصدته عيون المعجبات وكاميراتهن: "يا أرض إنشقي وبلعيني" هكذا يردد في قرارة نفسه. ويطمح للتمثيل امام أنجيلينا جولي. يبادر ممازحا "ولكني لست براد بيت"، في حين أنه كذلك لكثير من الشابات. ولن يطول انتظار إحداهن لأن بيتر سيبدأ قريبا رحلة البحث عن السندريلا المناسبة.

No comments:

Post a Comment