عصفور وسمكة

Tweet It!

" لو ان كل عصفور بحاجة الى تصريح من وزير الداخلية ليطير... ولو ان كل سمكة بحاجة الى تأشيرة خروج لتسافر... لأنقرضت الأسماك والعصافير..." نزار قباني.
يبدو ان الأنظمة وحكوماتنا العربية ما زالت حتى اليوم تستعمل الأساليب نفسها لإسكات اصوات البعض معتبرة انها بذلك تنتصر على الكلمة والقلم التي تخشاهما منذ العصور الأولى ولم تزل.
هكذا منع على المطار كل من الصحافي التونسي لطفي حيدوري، الكاتب والمحامي محمد عبو، المدون السعودي فؤاد الفرحان و مازن درويش مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، منعوا من الوصول الى بيروت للمشاركة في المنتدى العربي الثالث لحرية الصحافة . في هذا الحدث السنوي الذي ينظمه الإتحاد العالمي للصحف WAN بمشاركة جريدة النهار اللبنانية ، كانوا هؤلاء الأربعة موجودين اكثر من اي شخص آخر حضر . فشلت كل من السلطات السورية والتونسية والسعودية في مخططها. بينما نجحت اصوات هؤلاء في الوصول الينا عبر المسافات ومن خلف القضبان والجدران التي يحاول الحكام تشييدها وتعليتها يوما بعد يوم.
غريب هذا الخوف ومفزع. الأساليب الملتوية التي تلجأ لها السلطات لبسط سيطرتها على حرية الصحافة تحدث عنها المشاركون في المؤتمر واتى هذا المنع دليل حي وواضح اثبت ل160 صحافي عربي واجنبي حضروا المؤتمر تردي وضع الحريات في دولنا العربية. كما اتى ذلك من ناحية اخرى ليثبت ان بيروت تكاد تكون العاصمة الوحيدة التي تحترم فيها الصحافة والكلمة، بالرغم من الإنتهاكات التي تحصل بين الحين والآخر. ولكنها تبقى مقارنة بغيرها من العواصم ملجأ المفكرين واصحاب الرأي الحر.
الحجج التي تتلطى خلفها السلطات لتقييد حرية الصحافيين تكاد تكون مضحكة الى حد الجنون في اكثر الأحيان. فالتهم الملفقة تتوجه يوميا الى عدد من اصحاب الرأي الحر كمثلا عدم دفع الضرائب، او الإبتسام في قاعة المحكمة، التطرق للوضع الصحي للحاكم وغيرها .... حتى ان بعض الصحافيين الذي يجرأون على قول رأيهم بصراحة ووضوح يتهموا في الغالب انهم اما عملاء او منتمين الى منظمات ارهابية.
بالرغم من كل ذلك ما زال عدد الطيور والأسماك يتزايد في عالمنا العربي وربما يكون ذلك ردة فعل واعية او لاواعية لمناهج الحكومات ، ولكني على الصعيد الشخصي لا يمكنني الا ان اعبر عن مشاعري ، فبين بوش و"البلاد التي تخاف على نفسها من قصيدة شعر" يحتار حذائي من يضرب.

No comments:

Post a Comment