الانترنت يلتهم أوراق الكتاب و"خير جليس في الأنام..حاسوب"

المستقبل - الجمعة 15 كانون الثاني 2010 - العدد 3538 - تحقيقات - صفحة 11

العام 2010، نقطة التحوّل من الكلمة الورقية الى الرقمية.توّقعات العلماء تقول بأن الاعوام العشر المقبلة ستشكّل مرحلة فصل الكتّاب كما القرّاء عن عالم الورق حيث لا بائع صحف متجوّل ولا مطابع وحتى لا حبر يصبغ أصابع المؤلفين.أخيراً وكما كل مفاصل الحياة ،اجتاحت ثورة تكنولوجيا المعلومات والمكننة أطراف الكتاب الورقي من الغلاف حتى الغلاف وتحوّله الى إلكتروني او ما يُعرف عالمياً بال e-books.

وكما كل بلدان العالم دخل لبنان هذه الدائرة من بابها الواسع عبر كمّ من المواقع الإلكترونية التي خصّصت لنشر الكتب. وهو وإن كان لم يرتقِ بعد الى مستوى الدول الاجنبية لجهّة تداول الكتاب الإلكتروني ومبيعه ،إلاّ انه يبرز رائداً بين الدول العربية التي ما زالت قاصرة عن اللحاق به حتى اليوم . فبعد مشروع المكننة الذي تحقّق في المؤسسات الرسمية ومن بعده في المكتبات الجامعية تتجّه بيروت ،أم الحرف والسبّاقة الى طباعة أول كتاب في الشرق الأوسط، ومن خلال برنامج "بيروت عاصمة عالمية للكتاب للعام 2009" الى أن تحمل عنوان"عاصمة الكتاب الالكتروني" بما تفرد له من مساحة ضمن نشاطاتها.

اليوم ومع تفاقم الازمة المالية العالمية التي تسببت في العام الفائت في وقف 150 صحيفة عالمية وانتقال العشرات للتوزيع عبر الانترنت،ومع تفاعل العوامل المهدّدة للبيئة تحتدم رُحى الصراع ما بين الورقي الذي تربّع على العرش لأكثر من 500 عام وبين الالكتروني الحديث،فهل ينتهي بهدنة سلام ام تحسم النتيجة لصالح الاخير ليصبح "خير جليس في الانام حاسوب" بدلاً من كتاب.

تصف دراسات أميركية عديدة سنة 2010 بأنها سنة التحوّل، حيث سيشهد العالم الإنتقال من قراءة الكلمة الورقية الى الرقمية.فمنذ ان دخلت الصناعة الإلكترونية عالم النشر برزت إشكالية النشر الإلكتروني والورقي. وفي تقرير أخير صدر عن صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية نقلت عن الخبير بالكتب، الألماني رونالد شيل، تأكيده ان الكتاب الرقمي سيصبح جزءاً من الحياة اليومية، وان 25% من الصناعة سيصبح رقمياً بسبب الميزات العديدة التي يقدّمها المنتج الجديد من توفير لتكلفة الطباعة والتوزيع عدا عن كونه صديقاً للبيئة. فالنشر الإلكتروني يقلّل من استخدام الورق ما يعني الحفاظ على الأشجار التي تقطع عادةً وتحوّل إلى أوراق وكذلك التوفير في كمية الورق المتداوَل الذي يتحوّل وفي كثير من الأحيان الى نفايات تلوّث البيئة .

مواقع بالجملة

لبنان استقل ركب التكنولوجيا وهو وان كان لا يعدّ بعد واحداً من الدول المتمرسة في مجال تجارة الكتاب الالكتروني باعتراف دور النشر كونها لا تدرّ أرباحاً عليها حتى اليوم إلاّ انه يبدو قادماً عليها وبقوّة من خلال كمّ المواقع الالكترونية المتخصّصة في مجال الكتاب الرقمي . فبعد الشروع في مكننة الوزارات والمرافق العامة لتسهيل العمل على الموظفين ولتسريع طلبات المواطنين ايضاً ، بدأت ومنذ العام 2008 ورشة مكننة المكتبات الجامعية. حيث تمّ فهرسة الكتب إلكترونياً وتأمين الآلاف منها للطلاب لجميع الإختصاصات بغية تسريع عملية البحث والدراسة. ويشرح الخبير في النشر الإلكتروني جمال عانوتي فوائد النشر الإلكتروني الذي يستفيد منه بالدرجة الأولى الطلاب والجامعيين لجهة" تسهيله إيجاد المعلومات المطلوبة بسرعة فائقة بدلاً من التمحيص في أوراق الكتب اللامتناهية لساعات طويلة".

وعلى عادتها بيروت التي لطالما امتازت بريادتها في الوطن العربي بمختلف المجالات ووجودها في قلب الحدث ان لم يكن الحدث في قلبها،وكما كانت السباقة في طباعة الكتاب الأول في الشرق الأوسط في مطبعة دير قزحيا في العام 1584 تتصدّر اليوم أعلى اللائحة فيما يختص بالمواقع الإلكترونية التي توفّر كتباً إلكترونية. وفيما تعجّ الشبكة العنكبوتية بالمواقع التي تنشر كتباً مجانية على شكل pdf ينفرد موقع www.arabicebook.com بكونه الموقع الأول والوحيد في العالم العربي الذي يحتوي على أعداد هائلة من الكتب العربية ويصون حماية الملكية الفكرية في الوقت نفسه. ويتحدّث مدير العمليات في الموقع حميد فوّاز عن الشراكة بين الموقع وشركة adobe.com التي تؤمن الحماية المطلوبة،"بحيث يشتري القارئ الكتاب لكنه لا يستطيع نسخه او طبعه او توزيعه او نقله الى كمبيوتر آخر".

فكرة إنشاء الموقع بدأت منذ العام 2001،" لكنها لم تلقَ رواجاً كبيراً "على حدّ قوله، حيث لم يكن هناك اقبال من دور النشر ،لكن وبعد سنتين عندما اتجه العالم أكثر نحو المكننة والرقمنة انهالت الإتصالات على الموقع من مختلف الدور اللبنانية والعربية لتحويل كتبها الى الكترونية ونشرها . يزور الموقع يومياً ما يزيد عن 50 الف يتصفحون الكتب الموجودة، النسبة الأكبر منهم عربية ومن دول اجنبية، وعلى الرغم من ان حركة البيع لا تتعدى ال35% من الزوّار الا انه وبرأي فوّاز " إستثمار للمستقبل لان مثل هذه التكنولوجيا يحتاج الى الوقت كي تنتشر."

وعاصمة للكتاب "الإلكتروني"

تمتاز بيروت هذه السنة كونها عاصمة عالمية للكتاب، فالمنظمون لم يتوهوا عن أهمية الكتاب الإلكتروني ،ولهذا الغرض تمّ تخصيص نشاطات عديدة له ضمن البرنامج . وتلفت المنسقة العامة للبرنامج ليلى بركات الى "انه وعلى الرغم من إلغاء بعض الأحداث المقرّرة المتعلقة بالكتاب الورقي لم تلغَ أي من النشاطات التي تخصّ الإلكتروني والتي تلقى تشجيعاً ورواجاً غير مسبوقين". وتضيف " الناس ليسوا معتادين كثيراً على هذه القراءة لكنهم يبدون حماسة في تهافتهم الكبير على تعلّم واكتساب خبرات الإنترنت بغض النظر عن الفئة العمرية حتى المؤلفين الكبار في السن بات يهمّهم الإطلاع عليه والنشر عبره".

ومن المشاريع المطروحة والتي ستنفذ حتى أواخر شهر نيسان المقبل إنشاء موقع على شبكة الإنترنت لقصص الأطفال والروايات واستحداث موقع "مبتدأ وخبر (www.mubtada.org)" على شبكة الإنترنت باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية يستعمل أحدث ما توصّلت اليه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.كذلك مشروع رسائل إلى بيروت" الذي يحمل دعوة على مستوى عالمي وتنظّمه السفارة الفرنسية في لبنان. وشكِّل الموقع فسحة لتوجيه رسالة إلي بيروت وباللغة التي يريدها الكاتب تُرفَق بترجمتها الفرنسية لتدرج في الموقع الإلكتروني (www.lettresabeyrouth.org ) عبر مُدوّنة خاصة وسيتم بموازاتها جمع الرسائل الموجهة من قبل شخصيات شهيرة ونشرها.

وإنسجاماً مع أجواء ونشاطات "بيروت عاصمة عالميّة للكتاب 2009"، تسلط "المكتبة الشرقيّة" في جامعة "القدّيس يوسف" في بيروت الضوء على موجودات المكتبة. يقوم المشروع على الإستفادة من موقع المكتبة على الإنترنت (www.bo.usj.edu.lb) وتامين الاستفادة للروّاد للاطلاع على صور ومقتطفات وملخصّات من مقالات ومجلاّت وصحف بلغات عديدة، تعرّفهم أكثر إلى بيروت بأوجهها العديدة. هذا بالاضافة الى مشروع "مكننة دراسات التنّمية ووضعها في متناول الجمهور" (Online publications) بحيث تصل المعلومات إلى أوسع شريحة من الناس، وليس فقط إلى أهل الإختصاص. وتكمن الخطوة التالية في توزيع أقراص مدمّجة تتضمّن محتوى الكتب، في حفل يقام في سنتر طبّارة.

بين الحاجة والضرورة

يعتبر ستيف هابر رئيس قسم القراءة الرقمية في شركة سوني للإلكترونيات أننا "نشهد البداية لحقبة جديدة" متوقعاً أن " تهيمن الكتب الإلكترونية على مبيعات صناعة النشر خلال الأعوام العشرة المقبلة" لتصحّ معه دعوة رئيس إتحاد الناشرين في لندن ريتشارد شاركين "رقمن او مُتّ"، تعبيراً عن مدى أهمية الكتابة الرقمية في عصرنا.

وبالنظر الى الأرقام العالمية حول بيع الكتب الإلكترونية التي تكشف عنها الشركات تصبح النظريات واقعاً. فلقد أعلنت شركة أمازون Amazon الأميركية لتجارة التجزئة الإلكترونية عبر موقعها على الإنترنت ان مبيعاتها من الكتب الرقمية (e-books ) تجاوزت ولأول مرة مبيعاتها من الكتب الورقية إبان أعياد الميلاد . وذكرت إن جهاز كيندل Kindle أصبح أكثر الهدايا مبيعاً في تاريخ الشركة . وأضافت في بيان أصدرته أن 14 كانون أول الفائت شهد أقصى معدّل دخول إلى موقع الشركة لشراء المنتجات حيث تمّ عبره بيع (9.5) مليون منتج في مختلف أنحاء العالم ،بمعدل 110 منتجات في الثانية الواحدة، أرسلت إلى 178 دولة في مختلف أنحاء العالم. أما شركة "فوريستر ريسيرش" المتخصّصة في أبحاث السوق فأعلنت أن مبيعات أجهزة القراءة الإلكترونية الأميركية ستزداد في العام 2010 من 2 إلى 3 مليون وحدة.

هذا في الغرب اما في الوطن العربي فتبيّن بعض الإحصائيات ان نسبة الأمية مرتفعة في الوطن العربي وتزيد على 35 بالمئة من مجموع السكان مقابل 90 في المئة للأمية المعلوماتية. ورغم تضاعف عدد السكان وزيادة نسبة الملتحقين بالتعليم فإن صناعة الكتاب الورقي الى تراجع بحيث أنها لا تتجاوز عنواناً واحداً لكل مليون نسمة, مقارنة مع 92 عنواناً في البلدان المتقدمة وحتى قراءة الصحف والمجلات انخفضت, اذ لا تتجاوز حصة الفرد من استهلاك المطبوعات 1.2 بالمئة.

وفي المقابل تتصدّر صفحات مواقع الالترونية كتب كثيرة لمؤلفين لبنانيين مخضرمين وشباب. وعلى الرغم من الإنتشار السريع للكتاب التي تؤمنه ، غير أن العلاقة المميزة والحميمة التي تجمع الكاتب بالقلم والورقة تدفع معشر الكتاب الورقي الى ثورة الدفاع عن بقائه وعدم الإعتراف بسيره على طريق الجلجلة.وتعبّر الكاتبة والصحافية مي منسّى عن ذلك بالقول انه" في السبعينيات شاهدت فيلماً عنوانه حول حرق الكتب ويومها ظننا ان الكتب ستلاقي قدر نهايتها ولم نفكر بأن لهذا الفيلم مخيلة عاجزة ان تقترص لحق الكتاب شرا. ظننا ان هذا هو قدره ومضت اكثر من ثلاثين سنة والكتب بخير والصحف بخير". وتضيف "عبر الكمبيوتر صار الإنسان يجد ضالته في كم البحوث النيرة ،ولكن ان نتكهن من الآن بان الإنترنت سيحلّ مكان الكتاب فهذا مبكر ومحزن في الوقت نفسه. انا أكتب مباشرة على الإنترنت ولكن على أمل ان تصدر مقالاتي في اليوم التالي مطبوعة على الورق. كما ان معارض الكتاب إذا إختفت كيف يكون اللقاء بين الناس والجمهور ان انفرد كل واحد بالقراءة الإلكترونية؟". وتشدّد منسى على تمسك الكتّاب والصحفيين بالقلم والورق ،ومهما تطوّرنا ومهما أصبح الكمبيوتر حاجة ملحّة سنظل نستعمل أصابعنا على هذه المفاتيح ولن نستغني عن الكتاب الورقي".

من جهته لا يرى الكاتب والصحافي علي مطر أي مشكلة في ظهور الكتاب الإلكتروني طالما انه يؤمن المعرفة الضرورية للقارئ .وعلى الرغم من العلاقة الحميمة التي تجمع الإنسان بالكتاب إلاّ انه لا يمانع في استعمال الوسيلتين جنباً الى جنب لنشر الكتب وقراءتها، والاهم كيف ندفع الأفراد الى القراءة سواء ورقياً او الكترونياً؟". سؤال يدلّ على مشكلة القارئ العربي النادر وفيما يعزو البعض عزوف هذا القارئ عن شراء النسخ الإلكترونية الى الخوف من استعمال بطاقات الإئتمان عبر الإنترنت وسرقتها، فان الحقيقة وراء تراجع الكتاب العربي هي أن الجمهور العربي لا يقرأ.

وللقراء خيارهم

إزاء هذه الثورة التكنولوجية يبدو معظم اللبنانيين غير مستعدين بعد لهذا النوع من التغيير الجذري وان كان سيحصل عاجلاً أم آجلاً. وفيما يدافع المنتمون الى الفئة الشابة المتلهفة الى كل جديد في عالم التكنولوجيا والتطوّر عن الكتابة الرقمية على قاعدة انها توفر الوقت والجهد بكبسة زر،لا يتورّع كثيرون عن التعبير عن حبهم للكتاب الورقي بتعداد ميزاته التي يفتقدها الإلكتروني وهي بالدرجة الأولى اللمس،" كما ان القراءة على شاشة الكمبيوتر غير صحية والأهم من ذلك من الصعب ان نحمل الحاسوب معنا الى السرير لنقرأ".

الشركات المنتجة لأجهزة القراءة الرقمية تنبهت الى هذه النقاط وحاولت تأمين قارئ إلكتروني يكون أقرب الى الكتاب من حيث صغر حجمه، وملمسه الشبيه بملمس الورق، وشاشة طبية تريح النظر بالإضافة الى ذاكرة تتّسع لآلاف الكتب الإلكترونية. وتغرق الأسواق العالمية حالياً بمثل هذه المنتجات وبينها: قارئ الكتب Cybook Gen3 ، و ebookwise-1150 ، والebookman ، وال Kindle والsony reader.الا ان محاولاتها بالنسبة الى الكثيرين لم تقو على قتل عشقهم للورق،مثل جهاد فاضل (أربعون سنة) بملمس الكتب في مكتبته المتواضعة التي تحضن ما يزيد عن مئة كتاب." لا يمكن أن تكون من عشّاق المطالعة إن لم تغرم برائحة الورق" على حسب تعبيره. جهاد الذي يهوى الى جانب القراءة جمع الطبعات المختلفة للكتب المفضلة لديه، يستهزئ من فكرة الكتب الإلكترونية التي يصفها بالموضة الزائلة.

دور النشر:

في وقت يقضّ القلق مضجع دور النشر الأجنبية بعد ظهور الكتاب الإلكتروني وانتشاره السريع، تبدو اللبنانية منها مطمئنة لهذه التكنولوجيا الجديدة التي وبحسب العديد منها لا تشكل تهديداً فعلياً بالنسبة اليهم . وتؤكد مسؤولة النشر في دار الفارابي سناء قنديل اننا " لن نتخلى ابداً عن الكتاب الورقي فهذا مستحيل". وتستدرك قائلة " دور النشر مضطرة لمواكبة التطوّر ولتوفير الخدمة الممتازة لزبائنها إن كانوا من محبي الكتاب الورقي او ذلك الإلكتروني،لكن ومهما انتشر الكتاب الإلكتروني هل يمكن ان نشهد له معارض كتلك التي للورقي؟."

الجواب هو بالتأكيد نعم ،اذ ليس بعيدا من لبنان يشهد معرض الدوحة الدولي للكتاب منافسة شرسة بين شركات بيع الكتب الرقمية ودور النشر التقليدية التي شكلت فيما مضى الوسيلة الوحيدة لنشر المعرفة بين الناس. ومن جهته يعتبر مدير التسويق والمعلوماتية في دار الوحدة العربية حسيب حسيب انه لا يمكن المقارنة بين الكتاب الورقي والإلكتروني فلكل منهما خصائصه. وعلى الرغم من انتشار الكتاب الإلكتروني عالميا إلاّ انه في الدول العربية وخصوصاً في لبنان لا يمكن لأي دار نشر ان تعتمد عليه لجني الأرباح فنسبة اللبنانيين الذين يطلبون كتباً الكترونية لا تتعدى ال 5 % .اما بالنسبة للمؤلفين فهم نادراً ما يسألون عن إمكانية نشر كتبهم الكترونياً وغالباً لا يهتمون للفكرة."

سيرة.. المكتبات الرقمية

في العام 1971 إنشأ الشاب مايكل هارت أول مكتبة رقمية في التاريخ المعاصر، وأطلق عليها اسم مشروع غوتنبرغ ، ليصبح هارت "غوتنبرغ العصر الرقمي" كما أسماه البعض. يضم الموقع اليوم أكثر من عشرة آلاف من هذه الكتب ويحتوي على محرك بحث بسيط يبحث في الكتب حسب العناوين أو حسب اسم المؤلف.

وفي أوائل التسعينيات ظهر مشروع واير تاب وهو موقع يستخدم إلى اليوم تقنية غوفر لتداول الملفات عبر الشبكة، ويحتوي على مجموعة هائلة من النصوص الرقمية المتخصّصة، كنصوص المعاهدات والقوانين الدولية، والوثائق التقنية والعسكرية وما إلى ذلك. وفي العام 1993 بدأ جون مارك أوكربلوم العمل على فهرس ضم وصلات إلى جميع الكتب الإلكترونية الموجودة على الشبكة وأطلق عليه (The Online Books Page) , وبات يحتوي اليوم على وصلات لعشرات الألوف من الكتب الإلكترونية المجانية باللغة الإنجليزية وغير المجانية التي سمح مؤلفوها بنشرها عبر الشبكة .

وفي العالم العربي

ما زالت المكتبات في العالم العربي في بداية الطريق وهي تفتقر الى العديد من خصائص المكتبات العالمية،وتبقى الرقمية الموجودة منها الخطوة الأولى نحو مجاراة التطور السريع. من ابرزها تلك الخاصة بمعهد الإمارات للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، والتي رقمنت جميع نتاجها العلمي باستخدام نظام KnowledgeBase. ومن المحاولات الأخرى لإنشاء مكتبة رقمية هو الوراق (alwaraq.net)، والذي قامت شركة "كوزموس للبرمجيات" بإنشائه وتضمينه أمهات الكتب التراثية العربية.

ومن أكبر المواقع العربية التي تعدّ مكتبة رقمية وتشتهر باعتنائها بالكتب العربية الحديثة بنك المعلومات العربية (أسك زاد) www.askzad.comالذي يحتوي على أكثر من 50 ألف عنوان لكتابات أغلبها حديثة وأبحاث ودراسات.ومن المحاولات الموسوعية إطلاق (مكتبة دهشة) التابعة لموسوعة دهشة العربية.وتشتمل المكتبة على نحو 60 ألف كتاب ومجلد،وتمتاز بدقة التبويب للكتب والبحوث فيها حسب التصنيفات العلمية.

وفي ابو ظبي يبرز موقع (الموسوعة الشعرية) الذي أنشأه المجمع الثقافي في الإمارة وهدفه جمع كل ما قيل في الشعر العربي منذ الجاهلية حتى العصر الحاضر ويضم نحو مليون وثلاثمائة ألف بيت من الشعر يضاف اليها مائة ألف بيت شهرياً.

هذا بالاضافة الى المكتبة العربية التي تمثل أكبر تجمع للكتب العربية الإلكترونية على مستوى العالم لتوثيق صلة المستخدم العربي بشتى منابع العلوم والمعرفة،كما تنتشر على الشبكة العنكبوتية العديد من المكتبات المجانية كمكتبة "المصطفى" و "4shard.com " وغيرها.