"أثير" .. الروح والدم

Tweet It!
المستقبل - الجمعة 12 شباط 2010 - العدد 3565 - ملف - صفحة 15



قبل موعد اللقاء في ساحة الحرية تنتفض الساحات الإلكترونية تتحضّر، تتذكّر وتحثّ "الجمهور الإنترنتي" على المشاركة في إحياء ذكرى 14 شباط. تلك الذكرى الأليمة لا تحتاج الى من يذكِّر بها، فهي مطبوعة في أذهان اللبنانيين كافة من موالين او معارضين مهما اختلفت تسمياتهم او صفاتهم او مراكزهم .الملايين يجتمعون في كل سنة للتأكيد على حبهم للوطن وللرئيس الشهيد رفيق الحريري. في أياديهم ترفع الأعلام اللبنانية ومن أفواههم الصلوات المختلفة. يأتون من كل درب حاملين الورود والشموع. أما على ساحات "الفيسبوك" فيختلف الوضع بعض الشيء.
هناك على صفحات المجموعات يسمح بما لا تسمحه شاشات التلفزيون او منابر الكلمات. الكل له الحق في التعبير عن حبه. المساحة والوقت متوافران للجميع. لا دقائق محدودة ولا رقيب يحاسب ويشطب عبارات، ولا حدود شائكة او حواجز تطلب عليها تأشيرة الدخول.
Rafik Hariri for ever مجموعة على موقع الفيسبوك مخصصة للرئيس الشهيد. 24,644 عضو يعبرون المكان والزمان من خلال الكلمات. يترحمون ويطالبون بالحقيقة. يكتبون شعرا يشتاقون ويبكون.
"الله يرحمك، انت هو البطل، إشتقنالك، ستعيش دائما في قلوبنا وأرواحنا ...." وغيرها الكثير.
المجموعات المخصصة لذكرى 14 شباط على الفيسبوك عديدة غير ان أبرزها مجموعة قام بإنشائها عدد من الشباب اللبناني لتشكل نوعاً من الإستفتاء تحت عنوان: "كم شخص نازل يوم 14 شباط 2010 " . يلامس عدد الأعضاء الـ5000 غير ان هذا العدد في تزايد مستمر يوماً بعد آخر. أما سبب إنشاء المجموعة فيشرحها الشباب في بعض السطور. "كرمال لبنان الحرية والإستقلال كرمال الشهداء اللي راحوا كرمال كل قطرة دم روت تراب لبنان كرمال قضية لبنان المستقل لازم نبين حضارة لبنان ب14 شباط 2010!! لازم يوصل صوتنا لإيله بعدو ما سمع! لازم نحقق هدفنا!!! يلا شباب وصبايا بدنا نشد الهمم وننزل كلنا على ساحة الحرية!!
ما نسينا تا نتذكر!!! كرمال روح الرئيس الشهيد الشيخ رفيق الحريري!!!نزلين كلنا وبإيد واحدة".
على حائط الحوارات (wall) للمجموعة تزدحم المناقشات السياسية بين الأعضاء، منهم من يدخل للتأكيد على حضوره يوم 14 شباط ومنهم من يترك تساؤلاً سياسياً يدفع الآخرين للإسترسال في التحاليل كل حسب وجهة نظره. هم غالبا شباب وصبايا لا يعرفون بعضهم شخصياً ولكن من يحتاج الى اللقاء الشخصي طالما ان الحوار مفتوح بدون تكبد عناء ترك المنزل في هذا الطقس الماطر.

دائما وعلى مدار الساعة القيمون على هذه المواقع يبقون يقظين في "مناوبات ليلية" من اجل متابعة الهدف الذي أنشئ من اجله الموقع. "بالرغم من تحفظنا على المواقف المستجدة لرمز سياسي لبناني بارز كان له دوره الاساسي في انتفاضة الاستقلال الا ان مناسبة 14 شباط هي مناسبة لجمع اللبنانيين على الحب والسلام، فنعم لاحياء ذكراك يا ابا بهاء كما سنفعل كل سنة ولن نمل أبدا، ونعم لحضور كل الاوفياء الى ساحة الحرية ولكن لا ولا ولا لأي استغلال سياسي. لا نريد سماع أحدهم يقدم اعتذاراً ليس بمكانه. نرحب بك أيها الوليد لتعود الى مكانك في ثورة الارز فأنت ساهمت في اطلاق انتفاضتنا ولكن الرجاء لا تخيب آمالنا. اجعل هذه المناسبة فقط لرفيق الحريري لا للسياسة في هذا اليوم لا لتقديم التنازلات ولا لاطلاق المواقف بغية الانقلاب على حلفاء الامس". هكذا تعبر سارة الدنا عن سبب إنشائها مجموعة "ذكرى 14 شباط عالأبواب مين بدو يلاقي أبو بهاء بساحة الحرية يا شباب". على صفحات هذه المجموعة كما غيرها يتهافت الشباب للتأكيد على مشاركتهم وللتعبير عن سخطهم من بعض المواقف السياسية. ولكنهم يجمعون على ان تكون تلك الذكرى لكل اللبنانيين من دون اي تفريق.
إن كنتم من الذين لا يستطيعون النزول الى الساحة في 14 شباط لعائق صحي او ما شابه، يمكنكم إضاءة شمعة إلكترونية على صفحة الويب المخصصة للشهيد. www.hariri.org حيث تجاوز عدد الشموع المضاءة الى الآن الـ40 الفاً وهذا العدد في تزايد مستمر. "لأجل لبنان لن ننساك" هكذا يعبّر منظمو هذا الموقع عن حبهم للشهيد. وعلى الصفحة الرئيسية صورة الرئيس يبتسم للأجيال الصاعدة، لشباب لبنان الذين يظهرون في الخلفية يوم تخرّجهم من الجامعة. عريضة الحقيقة هي الصفحة التالية في الموقع، حيث يمكن تنزيلها على الحاسوب وطبعها وتوقيع الإسم ومن ثم إرسالها عبر الفاكس. واللافت هو تخصيص صفحة لكتابة كلمة تستودع فيها الرئيس كما يمكن الإطلاع على كل الرسائل التي سبق ان أرسلت الى الموقع والتي يبلغ عددها حتى الآن 8394 من كافة أنحاء العالم. يوفر الموقع الخدمة باللغات الثلاث الأساسية كما يعرض الصور الأخيرة للرئيس الشهيد والأغاني المهداة اليه. وتزدحم الشبكة العنكبوتية بالمواقع الإلكترونية العديدة المخصصة للرئيس الشهيد. ومنها www.rafikhariri.com وwww.rhariri.com وصفحة خاصة على الموسوعة الإلكترونية ويكيبيديا وغيرها الكثير، وكلها تعرض سيرة حياة الرئيس وإنجازاته خلال ترأسه حكومة لبنان من إقتصادية إجتماعية سياسية تعليمية الخ... كما تتضمن جميعها معرضاً للصور وللفيديو. وبعضها من خصص صفحة لعقيلته السيدة نازك الحريري. وصفحة للتحقيق الدولي وكل الأحداث الجديدة والتطورات في هذا الإطار. كما إتخذ غيرها صفة المواقع الإخبارية اليومية التي تزود القارئ بكافة المستجدات، والتحليلات الصحافية المختلفة كموقع
www.rafik-hariri-news.newslib.com


No comments:

Post a Comment