YASA بطل في حلبة الموت

Tweet It!
في نهاية الطريق أو في منتصفها، ولربما في بدايتها لا يهمّ. هناك في مكان ما يتربص الموت منتظرا . يكفن ضحاياه وإن لم يفلح يرسلهم الى العناية الفائقة او الى كرسي متحرك أو غيره، بعد ان يترجم على الطريق في حادث سير عدّته الأساسية السرعة وما يرافقها. 900 ضحية حصد الموت على طرقات لبنان في العام 2009. هذا الرقم الذي يزداد سنوياً بنسبة 10% دخل حلبة الصراع بكل قوته وجبروته ليتحدى خصمه الأكبر ال YASA .

تجمع الشباب للتوعية الإجتماعية -"يازا"هو تجمع أهلي تأسس إثر وفاة الشاب طارق عاصي، إبن التاسعة عشرة من العمر، في حادث سير في آب من العام1994. يهدف الى تأمين وتطوير السلامة العامة وتلافي الحوادث والاصابات الناتجة عنها ،وذلك عن طريق توعية المجتمع المدني ونشر المعرفة بين أفراده ومؤسساته.
ندوات ومحاضرات وحملات إعلانية في المدارس والجامعات والبلديات وغيرها تقوم بها الYASA يوميا من دون ملل او كلل حتى انطبع اسمها في الأذهان والذاكرة. "يا بابا ما تسرع الماما بتاخد غيرك"، "السرعة تغريك تا تنهيك"، "وقف ليمشي النظام"، "تعلم من كيس غيرك وما تسرع" وغيرها من الحملات الإعلانية التوعوية.
حازت "اليازا" في العام 1996على "العلم والخبر" كجمعية أهلية غير حكومية في لبنان ومنذ العام 2001 انطلقت اليازا الدولية في نشاطات وبرامج عديدة هادفة الى تطوير السلامة العامة. الجمعية سعت ولا تزال، إلى نشر التوعية بين المواطنين خصوصا منهم الجيل الصاعد حول مواضيع السلامة العامة والوقاية من الحوادث من خلال شراكات عديدة مع مؤسسات اعلامية وتربوية. كما انها أبدت رأيها وملاحظاتها اثناء التحضير لعدد كبير من القوانين المتعلقة بالسلامة العامة في عدد من الدول العربية. كما تسعى جاهدة إلى زيادة الشراكة والتعاون مع مؤسسات المجتمع الأهلي والمؤسسات الحكومية المعنية وذلك للحد من الكوارث الناجمة عن الحوادث والاصابات في عدد من الدول العربية.
منذ تأسيسها في لبنان، كان "لليازا" تعاون وشراكات مع مؤسسات وهيئات محلية أهلية وحكومية كالجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي،والدفاع المدني، ومؤسسة زينة حوش، واللجنة اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية-لاسا وغيرها. في العام 2003 انتسبت الى الاتحاد الاوروبي لضحايا المرور وشاركت في عدد من نشاطاته في هولندا، والنمسا، وبلجيكا، واليونان، ولوكسمبورغ،بالاضافة الى مشاركتها وجامعة كارولينسكا السويدية وعدد كبير من الجمعيات الأهلية المتخصصة بسلامة السير في عدد كبير من دول العالم، خصوصاً الجمعيات الوطنية الناشطة في العالم العربي.
عبر عنوانها الإلكتروني تسعى الYASA الى نشر التوعية وثقافة القيادة والوقاية من الحوادث. على صفحاتها الإلكترونية تنشر الأخبار المتعلقة بحوادث السير وتحقيقات حول الموضوع الى جانب صفحات خاصة بالإرشادات الواجب إتباعها في حال حصول حادث سير وتلافي أخطار القيادة في فصل الشتاء وغيرها. منشوراتها التي تطرح وتناقش مشكلة حوادث السير في لبنان وكيفية معالجتها عديدة ،لعل أهمها دليل السائق الذي من المفترض ان يكون في جعبة أي مواطن لبناني. الى ذلك بادرت منذ فترة الى تطبيق " مشروع تعليم مبادئ القيادة السليمة لدى جيل الغد" في المدارس بهدف زيادة الوعي حول سلامة السير للجيل الصاعد ما بين السادسة والثالثة عشر من العمر.يتألف المشروع من مرحلتين نظرية وتطبيقية. يتضمن في الاولى وعبر الوسائل البصرية والانتاج الاعلامي للتجمع ، محاضرات عن تجربة الجمعية ووسائل الوقاية من حوادث السير يتم خلالها التركيز على نقاط خمس هي أهمية استعمال حزام الأمان في جميع المقاعد، وأهمية جلوس الأطفال في المقاعد الخلفية، وإستعمال الخوذة الواقية، والإلتزام بالجسور والأرصفة، وتشجيع الجيل الصاعد على إحترام قانون السير وإشاراته. من ثم يشارك الطلاب في مسابقات مدرسية مخصصة لمعرفة مدى إستيعابهم للإرشادات.
اما في المرحلة التطبيقية فيقود الطلاب سيارات صغيرة خاصة داخل ملاعب المدرسة مجهزة بأحزمة أمان وخوذات ويتعلمون على التزام إشارات السير. وفي الختام يتم توزيع الشهادات التذكارية عليهم. مشروع يشبه الى حد كبير الإمتحان الإجباري الذي يخضع له الفرد للحصول على رخصة القيادة التي كانت في مرحلة ما في لبنان تشترى وتباع.
ولا يقف عمل اليازا عند التوعية فحسب ،انما يتعداها الى العمل الدؤوب بهدف تحسين القوانين للتخفيف من حوادث السيرالى اقل نسبة ممكنة،وفي هذا الاطار قدم التجمع إقتراح قانون السير الجديد في لبنان الذي ما زال قيد المناقشة في اللجان المشتركة في المجلس النيابي.
من المؤكد ان معالجة مشكلة السير في لبنان تتطلب الكثير من العمل والجهد وهذا ما تقوم به اليازا منذ زمن. لكن " إيد وحدة ما بتصفق" فإذا شكلت وفاة شاب حافزا لتأسيس تجمع ،اليازا ألا يكفي الدولة اللبنانية وفاة 900 ضحية سنويا لإقرار قانون سليم؟.

تتجاوز اهتمامات تجمع اليازا حوادث السير الى كل ما يمت بالسلامة العامة من الحوادث المدرسية والحرائق وسلامة المباني ولكل منها لجنة خاصة تتابعها وتتولى توعية المجتمع المدني اليها .ومن هذه اللجان الفروع :
-اللجنة اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية-لاسا www.lassanet.org
- اللجنة اللبنانية للوقاية من الحرائق www.lfpc.org

- الجمعية اللبنانية للوقاية من الاصابات الرياضية www.lasip.net
-مؤسسة الابحاث العلمية www.srfo.org
-الهيئة اللبنانية لحقوق الطفل www.childoflebanon.org
-شبكة سلامة المباني


No comments:

Post a Comment